السبت، 4 يونيو 2011

حوار الأطراف


من المؤكد أن الفجوة بدأت تتسع بين الآباء والأبناء،فلقد فقدت لغة الحوار بين الطرفين؛نتيجة لتشبث كلاهما برأيه حيث الاقتناع بصحة أفكاره.
وإذا حاولنا إقامة حوار بين الطرفين سنجده يسير في إطار منغلق،فنجد أن أهم العيوب التي يراها الكبار في ذلك الجيل هو انسياقهم وراء كل غريب ،أو يكاد يكون -في نظرهم- ليس له معني . كما أنهم يرون أن هؤلاء الشباب ليس لهم أي خلفية ثقافية،ولا يهتمون بالعادات والتقاليد والأعراف ،بل أنهم دائما يحاولون التجرد من الماضي والتاريخ وتراث الأجداد وهم علي اقتناع كامل بما في داخلهم وما يستمدونه من المؤثرات.
أما عن مصدر ثقافة الصغار فيري الكبار أنهم ليس لديهم اقتناع بمصادر ثقافتهم المستمدة من المؤثرات الخارجية ،وقد سهل ذلك عصر الثقافات والعولمة والسماوات المفتوحة،وما يقل من أن العالم أصبح قرية صغيرة،وذلك من خلال الإنترنت و التواصل بين كل أطراف العالم ؛هذا كله كان له تأثير علي تكوين شخصيات الشباب الذي أصبح فارغ بلا معني،تافه حتى في أبسط الأشياء فلا يقدر قيمة شئ ولا يحترم شئ حتى حقوقه اتجاه نفسه.
أشياء كثير فقدها الشباب في زحمة الحياة من صداقة واحترام أقرب الناس ،وافتقاد روح الحب مع الآخرين،للأسف ضاعت حياة الشباب في  ظل تلك الصراعات والمصادمات مع الحياة والزمن لا يعرفون من أين البداية وأين النهاية من ذلك،فلا سبيل للإصلاح في ذلك الضياع.
حتى فكرة التدين فيجسدها هؤلاء الشباب في صورة سيئة ،فهم ليس لديهم تمسك كامل بالأفكار الدينية ،فلا يكون ذلك إلا من خلال أصعب المواقف من خلال الأزمات النفسية والاجتماعية، أما ما دون ذلك فلا يوجد لهم تمسك بالدين أو حتى الأصول والأفكار والتدين فالموقف خرج عن سيطرة كل شئ،فالتمرد ساد .
هكذا فإن الكبار قد يئسوا من ذلك الجيل ،فلا سبيل لإصلاح هذا الجيل ،فهم ينتظرون المعجزة الإلهية التي تغير كل المقاييس   التي ستغير مجري  الحاضر والمستقبل ،والذي لابد أن يكون أفضل من اليوم.
إلا أننا قبل أن نضع الحل لتلك المشكلة لابد أولا أن نصغي إلي الطرف الآخر وهم الشباب الذي لهم الحق في الرد.
وتختلف الفكرة تماما عند الشباب الذي يرون أنهم يسيرون علي الدرب الصائب،وأنهم يحاولون تلاشي أخطاء الماضي،و يحاولون الابتعاد عن الأفكار التي تربي عليها الآباء من محاولة السير علي الدرب أو الخط المستقيم  الذي كان يخطط به أجدادنا حياة الآباء،ولكن لا يعني ذلك أننا نحكم علي تلك التربية القديمة بالفشل؛ولكننا نؤمن بأن لكل عصر آذان وميقات لابد أن يسايره .
كذلك فإن الشباب ينقد رؤية الآباء الخاطئة لثقافتهم،فالبرغم من أن العالم أصبح منفتح بطريقة مخيفة الإ أن ذلك لا يمنع من أن لدينا ثقافة من خلال وسائل المعرفة المختلفة.
للأسف لا يستطيع فهمنا أو مسايرة أفكارنا بل ينظرون إلي الماضي ولا علاقة أو وفاق بينهم وبين حياتنا الآن،فما العمل وما الحل؟كيف يمكننا أن نتقابل في وجهات النظر ولا يمكن تقبل الأمر منا أو منهم.
هكذا فقد عرض كل طرف من الأطراف رأيه في الآخر،ولكن للأسف لم نتمكن من أن نرضي طرف علي حساب الآخر،فلا يوجد طرف يستطيع أو لديه استعداد لتغير مجري حياته وطريقة تعايش معها عمره كله من أجل من هم في رأيه ليس لديهم أدني خبرة ومعرفة بالحياة كما عاشوا هم قبله.
إنه صراع قد يستمر طويلا ويحتاج في رأيي إلي طريق طويلا من الدراسة العملية والدينية والنفسية ،والتي قد تخذ أيام و شهور طويلا وربما ردح من الدهر ،أو المعجزة الإلهية كي تنقذ الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق