السبت، 4 يونيو 2011

ثقافة الزبالة



بالتأكيد أن الأصول الأولي التي ينشأ عليها الفرد منذ نعومة أظافره تكون لها اكبر الأثر في ثقافته وسلوكه وكل ما هو آتي من حياته . ومن أولي تلك القواعد والأساسيات هي النظافة .
فالنظافة من الإيمان كما يقول ديننا الحنيف ، النظافة في كل شئ في الملابس والنظافة الشخصية ونظافة المكان والبيت والشارع والبيئة المحيطة ، الأمر الذي يجب علينا الحرص كل الحرص علي تنظيف وترتيب منزلنا ، ولكن للأسف يعود ذلك التنظيف بالضرر علي الشارع . فنحن بكل بساطة جعلنا الشارع - بما إنه شارع - فهو سلة القمامة التي نلقي فيها المهملات دون الاهتمام بذلك ، تحولت   ءشوارع قاهرة المعز تحديداً التي لابد أن تكون روضة من الجنة إلي حالة من الفوضى والقذورات والذباب والحشرات منتشرة في كل مكان ، وتبدأ الكارثة بخطأ بسيط حيث يرمي فرد كيس صغير أو علبة أو منديل صغير ، فيأتي آخر شئ صغير بعده ، فما يلبث أن يتحول الرصيف إلي كوم زبالة كل من هب ودب يرمي فيه كل أنواع الزبالة .
 المشكلة حدث وتراكمت أكوام الزبالة في كل مكان ، ويأتي عمال القمامة ويرفعونها من مكان لآخر ، أو يقومون لدفنها فيما يسمي بالمدافن الصحيحة ، التي للأسف تتم بطريقة غير صحيح تؤثر بشكل كبير علي التربة ومواردها . أو غير هذا وذاك نقوم بالاستهال بحرق الزبالة في الطرقات دون النظر إلي العواقب ، وتأثير تلك الأدخنة الضارة علي البيئة وصحة الآخرين ، فأين الحل في تلك المشكلة ؟
 فكرت كثيراً في الحل فوجدت وسمعت عن حلول كثيرة ، ومن أبرز ما سمعت عنه وجود مهندس قائم بعمل مصنع يأخد كل القمامة فيما عدا الزجاج وتحويلها إلي طاقة كهربية يمكن الاستفادة منها في مجالات عدة .
كذلك فكرت في أنه لما لا نجعل الزبال بدلا من أن تكون مهنة من لا مهنة له ، وبعد سنوات يكون مليونيرا كما رأينا الفنان محمود يس في فيلم انتبوه أيها السادة بعد أن كان زبال تحول إلي مليونير يتملك العمارات والأموال بسبب كنوز الزبالة كما قال . بدلا من ذلك كله لماذا لا نقوم بتنظيم المشروع وتتحول الزبالة إلي قمامة إلي مهنة للشباب ، نستثمر طاقتهم فيها من خلال تنصنيف الزبالة حسب نوعها إن كانت ورق أو كرتون أو بلاستيك وما إلي ذلك من الأنواع المختلفة بحيث يذهب كل شئ إلي المكان المخصص له الذي يقوم بإدراتها علي النحو الصحيح لتحويلها إلي شئ يمكن الاستفادة منه . ويتم ذلك وفق معايير صحيحة وبسيطة وتدر علي العاملين بها دخل واستثمار مفيد .
 شئ آخر يمكن أن يكون إحدى وسائل العودة إلي نظافة الشوارغ وتجميلها من جديد وهو محاولة تصنيف كل فرد في منزلة أنواع الزبالة المختلفة كل علي حدة في كيس مستقل بذلك ، بحيث نصل في النهاية إلي زبالة   " أو بمعني أنظف " قمامة يمكن التخلص من خلالها من كل ما هو غير مرغوب فيه في البيت ولكن مع محاولة الحفاظ عليه في صورة يمكن ببساطة الاستعانة بها في شئ آخر دون الحاجة في ذلك إلي المرور بخطوات كثيرة في المعالجة .
 الكنز لدي كلا منا كنز القمامة الذي من الممكن أن يغير حياتنا من النقيض إلي النقيض ، من شوارع أمراض إلي شوارع اشجار وبيئة نظيفة خالية من الأوبئة والمواد المسممة ، كذا من بلد مليئة من شباب عاطل إلي شباب عامل وتسعي إلي التطوير والتعمير .
 بالتأكيد هناك العديد من الأفكار أكثر من التي قدمت بطرحها وقد تكون أعمق وأكثر فاعلية ، ولكن هل سنجد مؤازرة من كل الجهات المعنية أو من الشباب أنفسهم من أجل التنمية والبناء للمستقبل ، العلم عند الواهب الرازق مالك الملك والأقدار ..........      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق