الأربعاء، 16 يناير 2013

الإخوان الذين لا يخطأون


                                         الإخوان الذين لا يخطأون
"كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" هكذا قال سيد الخلق محمد (صلي الله عليه وسلم)، فالإنسان خُلق كي يخطئ فيعرف لماذا وفيما أخطأ ويتفادي ذلك في حياة بعد ذلك ،ويستغفر ربه وينوب إليه حتي لا يرجع إليه ، حتي ولو أصر علي ذلك الذنب فله فرصة من الله تعالي كي يعدل عن ذلك الذنب.
  فلقد خلقنا الله تعالي بشر ، كل ما نقوم به أو نقوله قابل للشك والتصحيح، والتوافق أو الاختلاف عليه، فربما ما يقوله شخص قد لا يوافق آخر أو آخرون ،أو ربما يوافقهم، المهم أننا علينا أن نؤمن جميعا أننا بشر، نخطئ ونصيب، نُعلم ونتعلم، فتكون الحياة في مجملها سباق دائم بين الخير والشر.
  ولا يمنعنا أيضا أن نتذكر في ذلك الصدد المتعلق بالصواب والخطأ فكرة الإيمان أو الاعتقاد بمفهومها العام، فالإنسان في غالب أحواله عندما يكون لديه إيمان بشئ أو بفكرة أو اعتقاد، ويكون هذا الإيمان راسخ ومتأصل في داخله يكون لديه استعداد كامل علي بذل الغالي والنفيس في نشر ونقل وتثبيت ذلك الإيمان وذلك الاعتقاد، وذلك مع عدم الإلتفات إلي مدي صحة تلك الفكرة من عدمها، أو هل يوجد توافق لذلك الإيمان مع العالم الخارجي أم لا؟، والأمثلة علي ذلك كثيرة علي مر الزمان والعصور. إلا أن المشكلة هنا تكمن في أنه إذا كانت تلك الفكرة أو ذلك الإيمان النابع من أعماق الفرد فكر حقيقي ونبيل ينشد فيه رفعة للإنسانية وقد بذل فيه قصار جهده وحياته لنشرها فهو بذلك يساعد في إرتقاء البشرية ، فماذا عمن يحول نشر أفكار ومحاولة ترسيخ عقيدة هي في الأساس تستخدم فكرة أو اعتقاد سليم في إرساء مفاهيم هدامه؟.
  بمعني أوضح إذا نظرنا عبر التاريخ الإنساني ككل نجد مثلا من سعي إلي نشر اعتقادات بل ديانات عبر شعوب وقبائل مختلفة كالمسيحية واليهودية اللتان جاءتا لإنقاذ هذه الشعوب والقبائل من ظلام الجهل واللا دين إلي الدرب المستنير، وكذا الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء به سيد الخلق محمد (صلي الله عليه وسلم) رحمة لكل شعوب العالمين في كل زمان ومكان، وفي سبيل نشره بذل خُدام الدين كل ما يقدرون عليه من أجل رفعة تلك الأفكار السمحة التي ناد به القرآن الكريم وهم في ذلك سعي إلي ترسيخ قواعد الإسلام الصحيحة متبعين في ذلك الأسلوب السليم في نشر الدعوة الإسلامية حتي أصبحوا سادة العالم بالحق ومن أجل الحق.
    ويأتي علي النقيض تماما من هذا المثال ومن خلال التاريخ كذلك الحروب الصلبية المقدسة، تلك الحروب التي قادها ملوك أوروبا في ذلك الوقت مستندين إلي الحق في نشر الباطل، فعندما أرادوا أن ينهبوا ثروات الشرق لم يجدوا أحسن من ستار الدين
- وهو الحق- من أجل الإستيلاء علي ماليس بحقهم، فأشاعوا بأن الدين ومقداسات المسيحية في الشرق والمسيحيين يلاقوا أقسي الأهوال من المسلمين في الشرق، وأن الحل الوحيد إنقاذ الدين من أعدائه بالإغارة عليهم وتخليص المسيحيين من الذل والهوان، وإذا حدث ومات محارب فهو في سبيل الرب وإنقاذ أورشليم المقدسة من الاعتداء العربي الإسلامي عليها.
    وما أشبه الليلة بالبارحة، فبالأمس كانت القدس المنهوبة والكفاح المقدس نحوها، واليوم نستخدم الدين لنوهم الناس أننا ننقذ الدين من أعداء الدين. نعم فهم كثر - أكثر من الهم علي القلب- نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، علينا إعلاء كلمة الدين لأننا عشنا بلا دين، بلا إسلام، فلم يدخل الإسلام مصر قبل عهد الإخوان، علمونا كيف نصلي، كيف يكون ديننا في معاملتنا التي عشنا طويلا بدونها، وأصبحنا الآن في حاجة إلي أن نتعلم أبجديات الإسلام.
   في البداية اعتقد الناس - أو بالأحرى بدأنا أوهام الناس- أن السبيل الوحيد إلي إرتقاء هذه البلد وإفاقتها من كبوتها تتمثل في الجماعة، جماعة الإخوان التي تمتلك جميع المقومات التي تجعلها أن تقود البلاد نحو التقدم بأسرع من الصاروخ، فهم مسلمون يعملون بما أنزل الله وقال رسوله، ومشهور عنهم النزاهة والنظام والحلول السليمة في كل شئ، وكذلك كانوا مظلومون في العصور السابقة بدون وجه حق، والمظلوم دائما ما ينصر المظلوم علي الظالم.
    وبعد لا شئ باتوا كل شئ ، مناصب.......كراسي..........وزارات........جمهورية كاملة ...........وبعدين؟!
  ظهر الوجه الإصلي للإنسان الذي يسعي إلي تحقيق كل أطماعه مهما كانت الوسائل، فالغاية دائما تبرر الوسيلة، والغاية هي التملك والسيطرة وتصفية حسابات الماضي والآتي، والوسيلة طبعا لا يوجد أسهل من الدين، باعتبار أن كل من كان يتكلم في الماضي بالدين فمصيره مجهول، إذن إحياء النزعة الدينية، الدعوة الإسلامية- علي حد تعبيرهم- يجب أن تعود إلي النور وذلك بتطبيق شرع الله، أو استخدام وتر الشريعة وتطبيقها دستورا وحياة من أجل جذب العامة، وكل من ينقاد أو يخرج عن ذلك المنهج فهو مفقودا........ مفقودا............مفقودا ياولدي.
    أصبح المعارضة والمختلف في الرأي السياسي مع الجماعة كافر وملحد وفي جنهم، ومن يحاول المناقشة والتجادل في الأفكار الدنيونية مرتد، فعلينا أن ننتظر حروب الردة لقمع كل من يحاول الخروج عن نسق الجماعة المتأسلمة.
    نجمع ونفرق بين الناس علي أساس الدين الذي كان يدعونا إلي التصالح والشوري والتشاور، ولم يدعونا يوما إلي أن تصبح الهيئات من مجلس شعب منحل وشوري وتأسيسة من أفراد الإخوان الجاهليين دون الإستعانة بأصحاب الفكر والمشاورة وأهل الرأي إعمالا بالحكمة القائلة (أهل مكة أدري بشعابها).
    قال لنا ديننا الحنيف (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، ولم يقل أن تصبح الدولة تحت أمر المرشد والجماعة، أو نسخر قنوات إسلامية من المفترض أن يكون هدفها الإساسي تعليم الناس أسس الدين وعلاقة الدين الصحيحة بالحياة ، لتتحول بقدرة قادر إلي منبر سبب وقذف ولعن في خلق الله بسبب ومن غير سبب، وتهديد ووعيد لكل مخالف في الرأي والفكر أو منتقد واعتباؤه زنديق.
   عفوا، استيقظوا من سباتكم العميق فلن ينفعكم هذا الفُجر الأخلاقي كثيرا، فكما ثار الشعب من قبل فسوف يثور ألف مرة ومرة كي لا يتحول إلي عبد لجماعة تبيعه وتنهبه كما تشاء.
    هبوا من أوهامك البغيضة فإذا كنتم تستخدم سلاح الدين في الخداع والفساد في الأرض، فسوف يأتي يوم قريب كي يصب عليكم الله غصبه الأعظم ، فلا داع لأن تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا.
     انتبهوا فإذا كنتم أنتم جماعة............. فنحن الشعب............




الاثنين، 7 يناير 2013

لماذا اكتب هذا ....؟!



لماذا اكتب هذا ....؟!
 لا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا في تلك اللحظة أشعر بالتخادل والشلل، لا أعرف ماذا أفعل؟،أو كيف أقدم يد العون والمساعدة؟
  في تلك اللحظات التي أسطر فيها هذه الكلمات أسمع صوت الريح في الخارج وكأنها عاصفة رهيبة يمكن أن تقتلع من أمامها كل شئ، وأي شئ. كما أشعر بالبرد القارس - رغم دفئ ما حولي- لكن شعور بذلك البرد يوحي إلي وكأن أنفي وأطرافي وأشكت بل وصلت إلي حد التجمد.
كل ذلك وأنا في فراشي داخل حجرة مغلقة الأبواب والنوافذ والستائر مثل كثير من الحجرات والبيوت في ذلك الجو وفي تلك الساعة المتأخرة من الليل، إلا أن ذلك كله يجعل قلبي يعتصر من الألم وعقلي لا يتوقف عن التفكير في فقراء بلدنا الغلابة والمشردين في الشوارع والطرقات ،الذين لا يستطعوا توفير أقل حقوقهم الإنسانية في مكان يأؤيهم في تلك الظروف الجوية العصيبة.
  لا أعرف كيف استطيع تقديم المساعدة وتوفير هذا الحق لهم، فهم ليسوا حفنة تحصي علي أصابع اليد الواحدة، ولكنهم يعدوا بالالآف بل فوق المليون، ولكن حتي لو هم حسب التقديرات والإحصائيات الرسمية يصلوا إلي أكثر من 40% مثلا من الشعب المصري ممن هم تحت خط الفقر، وهذا يعني أنهم ليس لهم مأوي، أو أنه لا يصلح كمكان عادي يعيش فيه البشر كالعشش، فهذا يعني أن باقي الشعب وهم 60% مقصير إلي أبعد مدي، حتي ولو يكون يقومون بدفع الزكاة وإرسال التبرعات الخيرية للجمعيات - تحت أي مسمي تكون تلك الجمعيات-، فنحن علينا عبء بألا نجعل في بلدنا هذا شقيا ولا فقيرا ولا محروما.
  هذا هو ما يدور في أعماق كالدوامة أو كالريح التي أسمع صوتها في الخارج تعصف وتقضي علي كل شئ حولها ببرودتها، فهل أجد من يساعدني بمجموعة من الأفكار والرؤيا للقضاء علي تلك الكارثة؟ وهل من قلوب رحيمة؟...