الجمعة، 17 يونيو 2011

وتسامرت العيون


تكاد الحفل تملي بالمدعوين علي اختلاف مللهم الثقافية والاجتماعية والجمالية،يتحدثون في أشياء شتي من مجريات الحياة الاجتماعية وأحداث الساعة،إلا أنه إذ فجأة يفاجئ بتلك العيون تقتحمه دون دراية صاحبتها،بالرغم من وجود الكثير ممن لها أجمل العيون،فهو لم يعجب بلونها بل بسحر جمالها،جاذبية لم يجدها سابقا أو لاحقا.
بدأ يتسامر معها ويجتذب معها أطراف الحديث،وأكثر ما زاد الحديث إثارة هو انتباه صاحبة العيون،والتي بدئ عليها الاستغراب لفترة،ولكن ما لبث أن زال كل ذلك بعد أن قرأت وفهمت هي الأخرى تلك اللغة الحوارية الغربية التي لا يفقهها الكثيرين.
إنها لغة العيون وحديثها وتسامرها الشيق جعلها تنسي كل وقائع الحفل وتفصيله بالرغم من أنها نجمة الحفل وتنتبه إليه مبادلة السمر الشيق عن عدة أمور ومن أهمها تلك اللغة الغريبة التي دار من خلالها السمر،وشعورها الغريب الذي لم تحسه أو تعيشه من قبل.
وبالرغم من انشغال كلا منهم بالحديث مع أقرناه فلم تتوقف العيون عن مبادلة الحوار،وتعريف كلامنهما نفسها إلي الأخرى بسلسة ويسر لم يعهده احد منهم من قبل،فلقد تعرف كلا منهم علي مخزون الآخر الاجتماعي والفكري والثقافي وكذا العاطفي،فلقد كان هناك إسهاب غير طبيعي في الحديث ورقة في الملامح وعذوبة في الألحان التي كانت تعزفها كلمات العيون وأفكارها الرائعة التي فاقت أي وصف.
لقد اندمجا معا لدرجة أنهما أصبح نتاج فرد واحد،عين واحدة،فكر واحد،نبض واحد ،قلب واحد يجعلك تتخيل أن انفصال احدهما عن الأخر يعني موت الاثنين معا.
هكذا فإنه علي الرغم من صعودها المنصة لتلقي كلمة الحفلة فقد كانت عينه هي الصفحة التي تلقنها بالكلمات،وترسم لها الحروف والسطور،وتبين لها مواطن الجمال والصواب والخطأ وتسير معها في الدرب الصحيح حتى النهاية.
لقد أوشك الحفل علي الانتهاء وهما لا يكاد يدريان بعقارب الساعة الأسرع من البرق والريح حتى استيقظ علي ساعة الفراق تدق بعنف،ولابد من ألقي كلمات الوادع التي تكاد تكون الأخيرة فما الحل؟،أليس هناك سبيل للتأجيل أو الانتظار ،لا فلقد فات الوقت ولا مفر من تلك اللحظة العصيبة ،لكن هذا لا يمنع تواعد العيون علي التلقي الدائم في كل وقت وحين ،وأنه سيأتي اليوم الذي يجتمعان فيه علي الحب والمودة والإخلاص..............
                                                                                                  فالوداع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق