الثلاثاء، 7 يونيو 2011

الموت علينا حق


أولا وقبل أي شئ بعتذر إني كتبت المقال ده باللغة العامية مش بالفصحي؛ لأني شايفة أنه هيبقي أحلي لو انكتب بالشكل ده ، والموضوع هيتأخد بطريقة ألطف .
  ده بالنسبة لطريقة العرض، أما سبب طرح الموضوع نفسه فده بيرجع لما كنت في الجامعة، ساعتها حصلت حاجة في المحاضرة اعتقدت عمرها ما حصلت في أي جامعة في الوقت ده، وقفت الدكتورة وطرحت علينا موضوعين : الأول عن الفلسفة ، والثاني عن الموت . وعملت استفتاء تحبوا تدرسوا أيه . المفأجاة كانت أن الاستفتاء رسي علي اختيار موضوع الموت .
 والحقيقة إني كنت خايفة جدا من موضوع الموت زي ما كل الناس بتخاف من الموت ، بس ياتري عمرنا سألنا نفسنا : إحنا بنخاف من الموت ليه ؟ ليه من وحنا صغيرين وكل اللي حولينا بيخوفنا من الموت ؟ ده لأنه مجهول ، ولاه لأنه ليه هيبة ، ولاه لأنه نهاية لحاجة عشنا فيها وبداية أو مدخل لحاجة مانعرفهاش احتمال ، ولاه لأننا عرفين أن بعد الموت هنتحاسب علي كل عملنا في الدنيا فخيفين من الحاسب يتقل .
 كل ده ما يمنعش إننا لازم نخاف من الموت لأننا هنقابل ربنا وهيحاسبنا علي الأمانة اللي آمرنا بيها ، ياتري عبدناه صح وعمرنا الأرض علي الوجه الصحيح فعلا .
الموت فعلا هو المجهول ، فنحن آتينا من المجهول ورحلون إليه ، وده السبب الأول اللي بيخلينا نخاف من الموت ، يمكن كمان الطريقة اللي بيشرحنا بيها شيوخ الدين في عصرنا ده فكرة الموت أكيد بيخلينا نخاف من الموت ويمكن يخلي بعض الناس تكره وتتنمي أنها ماتمتش ، وهما بكده بيصعبوا علي الناس الفكرة نفسها ، وعمرهم ما حولوا يطبقوا القاعدة اللي بتقول ( يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ) .
    وضيف للأسباب دي كلها سبب مهم يخلي الناس تخاف من الموت وهو أنه سبب الفراق ، الموت بيفرق بين الأحباب من غير ميعاد ، تعددت الأسباب والموت واحد ، وده بيرجعنا لفكرة مهمة وهي ليه بنفرح مع الميلاد ونحزن مع الموت .
الفرق بين الميلاد والموت ، إننا تقريبا بنبقي عارفبن وقت الميلاد – والمعرفة الأكبر عند رب العباد- ، من خلال متابعة الحامل مع الدكتور ومجموعة من الحسابات العلمية التي قد تصيب وقد تخيب فالعلم عند الله . لكن الموت لا يمكن لأحد أن يتوقع وده من رحمة ربنا علينا ، يمكن أنه سبحانه وتعالي يعطينا إشارة بميعاد الميلاد حتي يكون هناك استعداد أو علي الأقل تهيؤ لاستقبال المولود الجديد ، لكن من رحمة ربنا علينا إننا ما نعرفش معياد الموت وده أكيد لحكمة يعلمها خالق الحكم ، لكن يمكن أن نستشف الحكمة من جهل تلك المعرفة هو رحمة رب العباد بنا ، رحمته  بينا اللي بتخلينا مانعرفش امتي لحظة الحسم ممكن تكون  ، اللحظة الحقيقة التانية بعد الميلاد اللي ميسرها جاية جاية لا محالة . ببساطة الحكمة من غموض أو جوهلية تلك اللحظة – والعلم عند الله – هو إننا ما نكندش عارفية المعياد فنستعدله من قبلها بشوية صغيرة . زي استعداد الطالب قبل الامتحان , بعد ما ينزل الجدول ويعرف ميعاد المادة يبدأ الاستعداد ليها ، وإنه هيبدأ يذاكرها في الميعاد كذا وقبل الامتحان بكذا . لا طبعا استحالة يكون استعدادنا للامتحان الأعظم في حياتنا بالشكل ده  ، الامتحان ده بالذات عايز استعداد طويل ، وطرق الاستعداد من خلال العلم والعمل والإيمان وحاجات كتيرة أقوي محتاجة مذكرة كبيرة من كل واحد .
    الموت من حاجة صعبة وفي نفس الوقت حاجة مش هينة ، هو شئ كبير محتاج إننا نحطه في المركز الصحيح في حياتنا وأولويتنا ، محتاجين إننا نفكر فيه بالشكل الصح ونديله الاهتمام في برنامج  حياتنا ، ودي مش لأنه نهاية حياة كل واحد الطبيعية ، ولكن لأنه الجسر اللي يوصلنا إما للنعيم الخالد أو الشقاء الخالد .
  وبالمناسبة موضوع الكتاب اللي أنا درسته ساعتها كان اسمه " فلسفة الموت " وكان كتاب شيق جدا ، عرفت منه قيمة الموت الحقيقة ، وإزاي ممكن كل واحد مننا يشوف الموت بطريقة مختلفة عن التاني ، بس للأسف الاستمتاع بالكتاب كان صعب أثناء الدراسة ، لأنها حفظ وصم من غير استمتاع ، لكن القراءة بجد حسستني بقيمة الموت الحقيقة .
  وأهو برضه في النهاية الموت علينا حق ، وكل من عليها فان ، وما دايم إلا وجه الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق