الاثنين، 19 نوفمبر 2012

كيف نتخلص من نفايتنا بطريقة سليمة


        النفايات أو القمامة هي الزواد التي تزيد عن حاجات الفرد، أو تناج استخدامات الإنسان للإشياء والتي تصير في النهاية نقايات أو فضلات،وهذه الفضلات أو النفايات أو الفضلات ربما تصبح بعد ذلك إما أشياء قابلة للاستعمال مرة آخري من قبل الآخرين ،أو تصبح زبالة.
   إذن فالأشياء المتجددة في الاستخدام لا تشكل أي مشكلة من حيث قابلتها للاستخدام، إلا أنها بمرور الوقت تصل إلي مرحلة التهالك, وهذا يجعلها تشكل خطر علي المجتمع، والحظر يكمن هنا في طرق التخلص من تلك المهملات ، فمثلا عندما نقوم بشراء أكياس الطعام تنتهي مهمتها بانتهاء محتويات الكيس ولا نفكر في استغلال الكيس في مهمة آخري، وذلك بعكس زجاجات الماء أو العصائر التي نحاول الاستعانة بها في حفظ السوائل لفترة طويلة.
   في بلادنا الحبيبة مصر نتتهي معاناة الفرد مع زبالته بمجرد أن تخرج خلال باب المنزل ،لتبدأ معاناة المجتمع ككل مع الزبالة،هم الدولة الذي يكلفها الملايين من نقل وتنظيف وتخلص من القمامة –سواء بطرق صحية أو غير صحية- إضافة إلي ما تخلفه تلك القمامة من أمراض نتيجة لتراكمها في الشوارع، أو التخلص منها بطرق غير صحية .كل ذلك يشكل عبء رغم أنه في الوقت نفسه يمكن أن يتحول إلي صناعة ومصدر دخل للملايين بطرق بسيطة.
   البداية لابد أن تكون من داخل البيت كخطوة أولي، وذلك بتنصيف القمامة حسب النوع، بمعني أن يحتوي صندوق القمامة علي أكياس منفردة: كيس للورق، وآخر للبلاستيك، وثالث للزجاجات الفارغة ...الخ من النفايات التي تخرج عن حاجتنا اليومية.
   ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الثانية الخاصة بالدولة، وذلك فيما يختص بالأماكن الخاصة بإلقاء القمامة "الصناديق"، والتي لابد من أن تتوافر فيها مجموعة صفات مثل: جمال الشكل لنتاسب مع كل الأماكن دون الإخلال بالمنظر العام، وكذا كبر الحجم كي تستوعب كميات كبيرة من القمامة حتي لا تتراكم خارج الصندوق كما يحدث الآن، الأهم في الأمر أن يراعي التصنيف والفصل بين المواد كما حدث في المنزل، وأن يكون توزيع الصناديق بناءا علي كثافة السكان في المنطقة.
   بعد ذلك تبدأ مهمة الدولة في جمع الأفراد والاستعانة بهم في جمع وإعداد تصنيف القمامة علي أساس استخدامتها في إعادة التدوير، ولابد أثناء جمع القمامة مراعاة نفس القواعد والأصول التي تم مراعاتها في الصناديق، وليكن ذلك من خلال عمل مسابقة في أحسن تصميم لصناديق وعربات جمع القمامات والتي يكون من شروطتها دقة التصميمات وصحية مكونات وسهولة ورخصة تصنيعها.
    علميا وطبقا للبحث عبر المواقع الإلكترونية فإن لكل مخلف سواء من شئ طبيعي أو صناعي يمكن الاستعانة به وإعادة التدوير ، بحث يمكن استخدامهم أكثر من مرة. وهذه مجموعة من الأمثلة المبسطة علي إعادة تدوير بعض الأشياء :-
1-   إعادة تدوير الزجاج:
    بداية يتم وضع مخلفات الزجاج في حاويات خاصة، ثم ينصف الزجاج حسب اللون، ثم فصل الشوائب العالقة بالزجاج لنحصل علي زجاج نظيف، ثم نضيف إليه مواد أولية لتساعد في إعادة تدوير الزجاج من جديد.
       وكذا فإنه يمكن الاستعانة بنفايات الزجاج في توفير أكبر قدر من الطاقة.
2-   إعادة تدوير الورق :
بعد الانتهاء من مرحلة التجميع يتم تقطيع الورق ثم خلطه بمجموعة مواد كيماوية ،ثم التصفية للوصول إلي خليط متجانس بلا شوائب، ثم تنقية عجينة الورق مما تحتويه من أحبار،فالتبيض من خلال مجموعة المبيضات إضافة إلي الهيدروجين. ثم يتم صب الورق من خلال الأنابيب التي تحدد سمك الورق، يليه تجفيف الورق ولفه علي أسطونات لنصل في النهاية إلي الشكل الطبيعي للورق.
3-   إعادة تدوير البلاستيك:
ينقسم البلاستيك إلى أنواع عديدة يمكن اختصارها في نوعين رئيسين هماالبلاستيك الناشف وأكياس البلاستيك ،ويتم قبل إعادة التدوير غسل البلاستيك بمادة الصودا الكاوية المضاف إليها الماء الساخن. وبعد ذلك يتم تكسير البلاستيك الناشف وإعادة استخدامه في صنع مشابك الغسيل، والشماعات، وخراطيم الكهرباء البلاستيكية، ولا ينصح باستخدام مخلفات البلاستيك في إنتاج منتجات تتفاعل مع المواد الغذائية. أما بلاستيك الأكياس فيتم إعادة بلورته في ماكينات البلورة رغم الأشكال المختلفة لمشروعات إعادة تدوير البلاستيك فإنها تتم من خلال محاور مشتركة وهي:
*
الفرز:وهو أهم مرحلة في إعادة تدوير البلاستيك، حيث يتطلب الحصول على نوعية جيدة من البلاستيك فرزا جيدا للمخلفات المنزلية والتجارية؛ حيث يفقد البلاستيك خواصه في حال وجود شوائب من أنواع بلاستيكية أخرى، ويتطلب الفرزعمالة كبيرة، بما يخلق فرص عمل كثيرة.
ويتم جمع المخلفات البلاستيكية وفرزها بطرق عديدة، منها: تجميعها بالمنازل والمحلات التجارية والفنادق وبيعها لأقرب محل خردة، أو لمشتري الخردة المتجولين بالشوارع، أو جمعها من قبل النباشين في مقالب القمامة
*
الغسل:يتم غسل البلاستيك بمادة الصودا الكاوية، أو الصابون السائل المركز مضافا إليه ماء ساخن، حيث يتطلب إعادة التدوير أن تكون المادة البلاستيكية خالية من الدهون والزيوت والأجسام الغريبة.
*
التكسير:بعد ذلك يتم تكسير البلاستيك إذا كان من النــوع النــاشف في ماكينة تكسير، وذلك بمرور المخلفات البلاستيكية بين الأسلحة الدوارة الثابتة ليتم طحنها، ويتحكم في حجم التكســير سلك ذو فتحات محددة لتحديد حجم القطع (الحبيبات) المنتجة. ثم يعاد غسل الحبيبات لارتفاع قيمتها الاقتصادية. لتوضع فيماكينة التخريز التي تحول قطع البلاستيك لحبيبات (خرز) لتصبح "مادة خام" يمكن الاستفادة منها لصنع منتجات بلاستيكية جديدة،
*
التشكيل:يشكل البلاستيك بطرق مختلفة حسب المنتج المطلوب،مثل:- طريقة الحقن:وذلك باستخدام الحاقن الحلزوني -وهوجهاز مكون من فرن صهر- لتدوير مخلفات البلاستيك كمرحلة أولى، ثم يقوم الحاقن بوضع مصهور البلاستيك خلال "إسطمبة" (قالب ثابت الشكل) للحصول على الشكل المطلوب ... شماعات، أطباق، معالق...
-
طريقة النفخ:وينتج من خلالها المنتجات البلاستيكية المفرغة مثل كرة القدم.
-
طريقة البفق:وهي تتم لإنتاج المنتجات البلاستيكية مثل الخراطيم، وكابلات الكهرباء.
*
التبريد:ويتم ذلك بمرور المنتج على حوض به ماء
  وهذا مجرد شرح بسيط لبعض السبل والطرق التي يمكن اتباعها في سبيل تحقيق أقصي استفادة مما نملكه من أدوات ،والأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة للمواد الآخري سواء أكانت صلبة أو سائلة،
 وذلك مثل:
* إنتاج علف مخلفات القطن والذرة والخضراوات والفاكهة.                              
* إنتاج الشحوم من مخلفات زيوت المصانع ووسائل النقل.
* إنتاج حبيبات المطاط من مخلفات الكاوتشوك.
* إنتاج الكرتون من مخلفات الورق.
* إنتاج الصابون من الزيوت المستخدمة في قلي الأطعمة.
* إنتاج العلف الحيواني من مخلفات الشعير.
* إنتاج مسحوق الزجاج من المخلفات الزجاجية.
* تدوير مخلفات أتربة الأسمنت في صناعة الطوب الأسمنتي.
   إذن يمكننا من خلال إعادة التدوير إتاحة فرصة كبيرة من أجل خلق صناعة تتمتع بالعديد من الفوائد،وتؤدي في النهاية إلي توفير فرص عمل من خلال مصانع التدوير، وكذا توفير النفقات التي تنفقها الدولة في إنتاج مواد يمكنها بسهولة إعادة تدويرها بنفقات أقل بكثير، والأهم من هذا وذاك أننا بذلك نسعي إلي حماية البيئة وتقليل مخاطر التلوث الذي يدره تراكم القمامة في الشوارع من أمراض ،وحرق للقمامة يؤدي بنا إلي خسارة من جميع الجهات.
    إن الثروة التي نملكها في مخلفاتنا تقودنا إلي اللحاق بالدول المتقدمة، حيث أن التوسع في تلك الصناعة يؤدي إلي زيادة التقدم في مجال البحث العلمي ونتمية المجتمع ،فثروتنا في أفكارنا وممتلكاتنا وقدرتنا علي الاستفادة من كل ما حولنا من أشياء حتي لو كانت بسيطة أو بالية.