السبت، 4 يونيو 2011

الدعم لمن

  علي حد علمي المتواضع أن فكرة أو بند الدعم موجود وبشكل أساسي في أي أجندة اقتصادية لأي دولة في العالم نامية كانت أو متقدمة ، فهو يعتبر جزء أساسي من واجبات الدولة اتجاه مواطنيها ، لأنه لابد من وجود تفاوت طبقي في أي مكان وأي مجتمع لأن تلك هي السنة الطبيعية للحياة ؛ لكي يكون هناك تبادل بينهم .
  فما المشكلة إذن لدينا ؟ ولماذا أصبحنا نعاني بين الحين والآخر من غلو الأسعار ، ومحاولة العمل علي اللعب في ميزان الدعم سواء بالزيادة والنقصان بين اليوم والثاني ؟ كذا لماذا نحتار بين رفع الدعم عن أشياء وإضافة أشياء أخري ؟! .
  اعتقد أن المشكلة تكمن في جملة واحدة نسمعها ونرددها وهي " وصول الدعم لمستحقيه " فمن هم مستحقيه هل الفقراء والمساكين ؟ أم الموظفين ؟ أم العجائز الذين لا يقدرون علي العمل ولا يجدون من يعولهم ؟ أم ...؟
  لو تسمح لي - أيها القارئ - أن نتناول معا مجموعة من الأفكار البسيطة التي تصل بنا إلي مجموعة من الحلول التي تقتل المشكلة إنطلاقا من مبدأ " أبسط الحلول أبركها " .
  ففي البداية لابد لكي نصل إلي المستحق الحقيقي للدعم لابد من أن يكون [ عاطل في باطل ] ، علينا أولا بمساعدة مركز التعبئة والاحصاء أن نقوم بعمل إحصاء لكل أسرة من حيث : عدد الأفراد ، وأعمارهم ،وعدد العاملين في الأسرة . ومن خلال تلك الإحصائية البسيطة قد نتمكن من عدم إهدار معظم الدعم ويصل إلي من يستحقه .
   قد يري الكثيرين - وهم كثر - بجنون أو سذاجة تلك الفكرة ، ولكن  دعونا نفكر معنا : هل الأمثل هو وضع ضوابط أم نتركها إلي تدبير ربها الكريم . صحيح أنه في بعض الأحيان هناك من يكونوا في عسر مالي في بعض الأحيان ، ولكن هناك من يستغل الموضوع علي طوال الخط بلا ضابط ولا رابط .
ودعونا نأخذ مثالا بسيط يوضح كيف أن عمومية الدعم تمثل عبء علي الدولة ، فبطاقة التموين مثلا أن تعتبرتقريبا شئ معمم علي كل أفراد الشعب ، فمعظم الأسر تمتلك بطاقة تموينية تشتمل علي مجموعة السلع الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت ............ وغيرها من السلع الاستراتيجية التي لو رجعنا إلي أساسها لوجدنا ما تمثله من عبء كبير علي الدولة ، وتحملها لنفقة الدعم مما يؤثر علي مشروعاتها التنموية .
أنا لا أقف مع الحكومة أو ضدها ، ولكن لابد من العدل فلا يصبح أن يوجد من يأخذ كل شئ ومن لا يأخذ أي شئ . ستجد من يقول أن الأسعار ارتفعت ، والأجور لا تكفي لسد أي احتياجات الأساسية ، لذا فالدعم هو الحل لتوفير بعض من النفقات ولكن هذا ليس هو الحل ، فإذا كنا لا نجد مبدأ العادل بيننا وبين من هم أعلي منا فلابد من أن نحكم ضميرنا ونتبع مبدأ الرحمة مع من هم أدني أو أقل منا .
  دعونا نحاول السعي إلي تطبيق ذلك ، وبالتأكيد سوف نجد أفكار أخرى أكثر فاعلية من التي قمت بطرحها قبل سباق ، ولكن لابد أن يكون ذلك تحت شعار " وصول الحق لمستحقيه " ، فهل نتمكن من المحاولة لعلنا نصل إلي العادلة الحقيقية للدعم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق