الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

مذكرات من خارج ميدان التحرير

مذكرات من خارج ميدان التحرير
حزب الكنبة سابقا
***********************
الحلقة الثانية
القشة
نعم كان هناك فساد واضح بلغ لما فوق العنان، ونعم أصبحنا نعاني من كل شئ في حياتنا: المرور، الأسعار، التعليم، تدني في الأخلاق والسلوك ،لكن ذلك كله بالإضافة إلي فضيحة انتخابات مجلس الشعب التي زادت من سخط الشعب مما يفعله فيه حكامه.
لأنه إذا كانت تسعي أو تقنع نفسه أنك سوف تنجح في الضحك علي الشعب فعليك أن تكون محنك في تأليف وإخراج المسرحية الهزلية، فلا يصح مثلا أن يكون موعد إغلاق صناديق الانتخاب في الثامنة مساءا، ويخرج علينا المهندس أحمد عز أمين عام التنظيم وأمين السياسيات السابق بالحزب الوطني المنحل في الساعة الثامنة والنصف من مساء نفس اليوم - أي بعد نصف ساعة فقط من إغلاق الصناديق- ليعلن تفوق الحزب الوطني الحاكم في نتائج الفرز الأولي لصالح الحزب الوطني ،وذلك بأغلبية ساحقة علي المقاعد.
كذا لم ينسي المهندس أحمد عز التعليق علي أحداث دائرة البرلس والحامول التي يقع فيها المرشح المستقل حمدين صباحي، والتي اعتبرها من أشرس الدوائر وأشدها سخونة، والتي أدت في النهاية إلي إعلان صباحي الانسحاب من الانتخابات واعتصامه هو وأقرانه احتجاجا علي تزوير التصويت.
الموضوع لم يكن يختلف كثيرا في أنحاء القطر كله إما بتزوير البطاقات أو باستخدام أصوات موتي في التصويت أو استخدام الرشوة سواء بالفلوس أو الطعام لشراء ذمم الناس الغلابة لحشد المزيد من المكاسب الزائفة.
وفي صباح اليوم التالي أصبح فضائح التزوير علي مرآي ومسمع من القاسي والداني ،اعترافات رجال القضاء في الصحافة والإعلام والفضائيات بالتزوير الذي كان يتم علنا في النهار ،والنسب الإدعائية للتصويت التي تم تزويرها، والأرقام الغير صحيحة التي أوضحت الفوز الساحق في الانتخابات بأغلبية المقاعد التي يتبوها السياسيين ورجال الأعمال والحكومة والحزب الوطني.
بالطبع رجل الشارع الغلبان لو سألته عن الانتخابات ولماذا لم يشارك فيها ،يكون رده ببساطة :( انتخابات ايه ياعم... كل عيش واشرب مياه.... انتخبت ولا ما انتخبتش اللي عايزه الحكومة هو اللي هيمشي... هو حد يقدر يقول للحكومة لا..... ده كان الواحد يروح الشمس لو قال لا للحكومة"... فهذا هو حال الشعب المصري الصامت القانع الراضي.
أما النخبة والساسة فلم تكن راضية بذلك الوضع، بل أنها بدأت تتخذ خطوات في التصعيد، وذلك من خلال تقديم طعن أمام المحاكم لإثبات بطلان وتزوير الانتخابات، وعمل احتجاجات ووقفات وإضربات ضد المجلس الجديد، ووسط كل هذا وذاك يخرج الرئيس الرأس الكبير في البلد في اجتماع مجلسي الشعب والشوري مع بدء الدورة الجديدة ليشرح مجموعة المشاكل التي تواجه الدولة من الأزمة الاقتصادية العالمية، والزيادة السكانية التي تلتهم التنمية، وكذا الآعباء التي تقع علي عاتق الدورة البرلمانية الجديدة من تشريع قوانين خاصة بالتأمين الصحي والضرائب ...وغيرها من المشاكل التي تحتاج إلي تشريعي المجلس.
ورغم كثرة الكلام المكرر المعهود للسيد الرئيس في تلك المناسبات ،إلا أن أكثر ما انتبهت إليه في هذا الخطاب نقطتين:
الأولي: الكلام التي لا يمكن أن انساها عندما قال احد الأعضاء (والفقرا ياريس)، بصراحة كان رد الرئيس كوميدي، وحتي لو كان هذا الرئيس يقوم بتمثيل فيلم كوميدي لم يكن رأي صانعي الفيلم في هذا الوقت مثل رد مبارك (ما كلنا كنا فقرا)، ده في رأي للأسف رد رئيس أو إنسان مسئول.
الثانية: مع وجود أزمة مباراة مصر والجزائر في أم دومان ،والتي انتهت ليس فقط بهزيمة المنتخب المصري وخروجه من المباراة النهائية المؤهلة لكأس العالم، ولكن أيضا ما حدث للجماهير التي ذهبت لمؤازرة المنتخب الوطني في السودان وما تعرضت له من إعتداء من قبل الجزائرية أو حتي بلطجية مجهولة غير معروفة الجنس أو الهوية، وقد كان الجميع في انتظار رد فعل القيادة السياسية علي حدث من إهانة للبعثة المصرية التي ذهبت للتشجيع والترفيه، وبعد ماذكره الرئيس في خطاب اجتماع الرئيس بالبرلمان الذي أكد فيه علي ضرورة الحفاظ علي الكرامة المصرية في الداخل والخارج ،الأمر الذي رأي فيه بعض الأعضاء إثلاج للصدور ورد للكرامة فهتف احدهم (عيد ياريس)، فكان الرد الفكهائي للرئيس (هو أنا أم كلثوم علشان أعيد)، فضحك الجميع واعتبرها سعت صدر من الرئيس للشعب، مع أن البعض لام وعاب علي الرئيس شخصيا عدم اهتمامه بإعادة كرامة الشباب الصغير الذي عاش ليلة مرعبة من أسود ليالي العمر ؛ لأن ذنبه الوحيد أن مشجع للمنتخب.
إذن أصبحت النفوس مشحونة من اعتداءات وانتخابات مزورة وارتفاع أسعار لا يوقفه أحد، إلا أن اللي فات كوم واللي جاي كوم تاني خالص.
التوقيت الذي تمت فيه أبشع جريمة لا يمكن تخيلها، 1-1-2011 الساعة 12:30 في ليلة رأس السنة التي يحتفل فيها المسيحيين بميلاد المسيح (عليه السلام)، تفجير كنيسة القديسين مار مرقص الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء في منطقة سيدي جابر بالإسكندرية ، وأثناء تأديتهم للصلاة في الدقائق الأولي للسنة الميلادية الجديدة فجأة وبدون أي مقدمات تنفجر سيارة مفخخة أمام الكنيسة تؤدي إلي وقوع 22ضحية وأكثر من 30 جريح.
الغريب في الأمر وبعيدا عن الحادث نفسه أنه بعد الحادث بدقائق قليلة تناقلت معظم وسائل الإعلام والفضائيات أخبار عن التفجير،لكنني باعتبار أنني كنت اشاهد التلفزيون المصري وقتها لم أجد إشارة ولا حتي في القناة الأولي عن الحادث، وكان مجرد خبر في شريط أخبار قناة النيل للأخبار الساعة الواحدة صباحا.
إن الحدث لم يكن بالسهل أو بالهين وبخاصة بعد وجود مجموعة من التهديدات قبل ذلك بإسبوعين تقريبا بوجود تهديدات عن وجود تفجيرات لمجموعة كنائس في مجموعة من دولة العالم منها مصر، فكان من الأولي بنا أخذ الاحتياطات اللازمة التي تحول دون حدوث الحادث المأسوي.
من تاريخ الأول من يناير بدأت الأحداث تتصاعد في وتيرة لم يكن لاحد تصورها أو السيطرة عليها، بدأت صبيحة يوم الحادث بمظاهرات تؤكد علي التنديد بما حدث، والتأكيد علي الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وأن ما حدث غير مرضي لاحد مهما كانت دياتنه، وذلك في معظم المحافظات وبخاصة الاسكندرية
وفي الوقت ذاته خرجت مسيرات تتضم مجموعة من المسيحيين ترفع الصليب وصور المسيح والسيدة العذراء للتأكيد علي وجود كيان للمسيحيين في تلك البلد يمثل نسيج المجتمع من الصعب تجاهله أو التعدى علي حقوقه.
هذا بالنسبة للجانب الشعبي، أما بالنسبة لسير التحقيقات فإنها كانت تشير كلها إلي ضلوع بعد التنظيم الإرهابية وبخاصة تنظيم القاعدة في التفجير،كما أشارت بعض الآراء إلي وجود أصابع إسرائيلية في الحادث. وفي كل يوم في الجرائد والفضائيات يتم التأكيد من كل المسئوليين في الأجهزة الأمنية والمناصب العليا في الدولة علي أن المتورطين في الحادث سوف يتم استعمال أقصى أنواع العقاب لأنهم يريدون زعزعة أمن الوطن واستقراره.

سارت الحياة علي تلك الوتيرة الغاضبة من الحادث حتي يوم 23يناير 2011 اليوم الذي أًعلن فيه وقتها عن الاحتفال السنوي بعيد الشرطة والذي يحضره الرئيس ووزير الداخلية ، وخلال الاحتفال أكد السيد الرئيس علي أن آمن مصر لا يقبل المساس أمن الدولة، وأن كل المخططات التي تسعي لهدم أمن مصر سوف تؤدي في النهاية إلي الفشل.
كذا كشف الحفل النقاب عن نتائج التحقيقات في حادث الكنيسة الذي قال بأن الأجهزة الأمنية تمكنت من التعرف علي المتورطين الذين ينتمون إلي جيش الإسلام الفلسطيني ، وأن المتهم الأول في الحادث كان اعترف كتابيا بأنه تلقي التدربيات من خلال تسلله إلي غزة والجيش الإسلامي الذي تولي الإعداد معه بالبحث عن أهداف حيوية يتم ضربها لزعزعة الاستقرار.
بالتأكيد هذا البيان جاء في الوقت المناسب في محاولة من القيادة التأكيد علي قدراتها علي حفظ الوطن وحماية أراضيه ضد الهجمات الإرهابية، فالوطن لديه من يحميه ويدافع عنه. بالطبع قبول هذا الاحتفال بما جني من نتائج بالترحاب والتهليل من جميع الأوساط الشعبية والتي استطاعت أن تعرف من أين جاءت الضربة التي كادت تقسم البلد.
كل ذلك في كفة وما كان يحدث في تونس له حسابات موازين آخرى، ففي الوقت الذي كنا منشغلين فيه بالأوضاع المتردية التي نعيش فيها كان الأشقاء التونسيين يسعون إلي تحقيق نفس المطالب ولكن بصورة مختلفة.
كانت البداية عند أضرم بو عزيزى النار في نفسه في 17ديسمبر 2010 احتجاجا علي مصادرة الشرطة للعربة التي كانت تمثل المصدر الوحيد لرزقه، فكانت صورته وهو يضرم النار في نفسه الشرارة التي فجرت كل ما يعاني منه الشعب التونسي من أزمة متمثلة في البطالة والغلاء وتردى الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وبدأت التظاهرات في الاشتعال أكثر وأكثر بين قوات الأمن انتهت باعتقال العديد من المتظاهرين. ومع اشتعال وتيرة الأحداث وسقوط العديد من القتلي والمصابين وتدمير المنشأت العامة، لجأ بن علي الرئيس التونسي إلي عمل تغيير في العديد من الوزارات،فلم يجدى الأمر، فأضطر إلي الدعوة للحوار الوطني، فلم يفلح  الحوار وتطور الأمر ليصل إلي حشد مظاهرة كبيرة نحو القصر الرئاسي، مما دعا بن علي إلي الهروب خارج البلاد في 14يناير 2011 بعد حكم مستبد استمر لمدة 23سنة ،وفراره مع أسرته إلي المملكة العربية السعودية.
هذا الأمر وتلك الثورة كان له صدى واسع في العديد من البلدان التي رأت أنه انتصار عظيم لشعب تونس الذي كافح في سبيل حريته، ولكن القيادة السياسية ومجموعة من المسئولين أن مصر ليست مثل تونس، وأن الوضع والحياة في تونس ليس مثل مصر التي تشهد العديد من التقدم نحو التنمية، المصريين لا يحبون الفوضي والعبث، وكان التأكيد دائما علي استحالة إعادة التجربة التونسية في مصر، والأدهي من ذلك أنه عندما سٌأل السيد جمال مبارك عن رأي في شباب الفيس بوك حينما سخر من الموضوع وقال أنهم لا يمكنهم سوى التنفيس عن أفكاره.
هذه الآراء تثبت أن المسئوليين لا يعرفون شيئا عن الشعب الذي يحكموه أو كيف يفكر وما هي معاناته، لينتهي الأمر في النهاية بخروج الشعب الغاضب في 25 يناير 2011 في كل ميادين مصر تحت شعار واحد :
(عيش ............. حرية.....................عدالة اجتماعية)
انطلق المظاهرات في كل الشوارع تحت هذا الشعار وسط تكثيف أمني واستخدام أقصى درجات العنف في التعامل مع المتظاهرين من خلال القنابل المسيلة للدموع والكردونات الأمنية للحيلولة دون انتشار التظاهرات ، ووصلت المظاهرات إلي ميدان التحرير لتعلن الاعتصام حتي تحقيق المطالب.
بل وسقط أول شهيدين في ميدان الأربعين بالسويس ليتم الإعلان بذلك عن قيام الثورة المصرية.....
ثورة من أجل التغيير.........
يتبع>>>>>>>>>>>>>

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

مذكرات من خارج الميدان


مذكرات من خارج الميدان
حزب الكنبة سابقا
    بداية وقبل كل شئ لمن لا يعرف حزب الكنبة هو ذلك الحزب الذي كان ينتمي إليه معظم أطياف الشعب المصري، والذي اتخذ الصمت ملاذ له سنين طويلة لم يتخذ فيها موقف إيجابية أو حتي يهم بالمشاركة في مجموعة من المواقف السياسية التي كانت تحتاج إلي الحسم الشعبي وإظهار قوته.
  تلك المذكرات قررت كتابتها لشرح رؤية أو موقف شخصي أو ربما جمعي اختفي من علي شاشات الفضائيات، رؤية قد تكون تاهه في وسط كل الصراعات الموجودة علي الساحة السياسية والفضائية. فكل ما نجده علي مختلف الساحات من آراء وصراعات سياسية ومناقشات لم تفكر يوما في النظر إلي المواطن البسيط صاحب الثورة والأرض والحق، ولم تحاول يوما إفراد ما تفرده من مساحات للسياسيين والمفكرين والقوالين كي يسمعوا رؤية صاحب المشكلة الأصلي ويجدون في أفكار وآراءه الفكر الصائب الذي يرشد إلي الدرب الصحيح.
  مجموعة السطور القائمة استرجاع لكل ما حدث وشرح وتحليل وتعليق من منظور مواطن بسيط، وهو في النهاية رأي يحتمل الصواب والخطأ، الصدق والكذب، المناقشة والمراجعة فهو غير  ملزم.
الحلقة الأولي
بركان تحت الرماد
*البداية
   قد يتصور الكثير ممن هم مع أو ضد الثورة أن ما حدث منذ 25يناير 2011 هو مجرد صدفة أو قرار جاء دون مقدمات، لكن لو تأملنا كل الشواهد والمواقف التي كانت موجودة تنذر بأن هناك شئ يلوح في الأفق ، ولكن الله تعالي وحده الأعلم بالقادم. ما يحدث في الشارع لابد أن يتغير من سلوك وأفعال ومواقف، التغييرات تحدث بطريقة سريعة، الناس وصلت إلي درجة من اللا احتمال التي توشك علي الانفجار.
   أي موقف صغير يحدث يمكن أن يؤدي في النهاية إلي جريمة قتل، فمجرد تصادم أو كسر طريق من سيارة أمام أخري في الطريق يكون بذرة لأن تقوم القيامة ولا تقعد. حتي أنه في أحد الأيام عندما وقفت في ميدان رمسيس مع أحد أقاربي نظرنا إلي منظر الباعة الجائلين في المكان ومنظر الشارع عامة، فقال أن الشارع لن ينتظر طويلا علي ذلك الحال، ولابد قريبا من أن ينتفض علي الأوضاع المتردية التي يعيش فيها.
  فعلا فالخراب والتردي كان ينتشر شيئا فشيئا في المجتمع ،الدخول لا تضاهي الأسعار التي ترتفع بلا توقف، مجموعة من صفقات خسائرة مثل صفقة عمر أفندي التي أدت إلي القضاء علي تلك الشركة ولا يوجد حتي الآن من يعرف مصيرها.
  هناك من كان يدعي أن الاقتصاد كان يمر بعثرة نتيجة لمجموعة الأزمات التي بدأ يمر بها العالم منذ 2010، وهناك من أدعي أيضا أن الزيادة السكانية المتزايدة تلتهم التنمية –كما كان يدعي الرئيس السابق دائما في خطابته-، كذلك لا يمكن أن ننكر الدور البارز الذي لعبته الانتخابات التشريعية لمجلسي الشعب والشوري في 2010 وما تلهما بعد ذلك من قرارات صدرت عنهما لم تدخل حيز التنفيذ كل ذلك كان له دور في التعجيل بالإطاحة بالنظام.
  ولم تكن الأحداث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبل والرياضية في كثير من الأحيان هي الطبع الغالب علي المشهد فقط، بل انتشرت كذا العديد من الأزمات التي كان لكل منها تأثير علي الساحة، فلن ننسي مجموعة الإضرابات والاحتجاجات - التي لم تكن وليدة ثورة الخامس والعشرين من يناير كما يزعم البعض – بل أنها كانت موجودة قبل ذلك بكثير ،بداية من إضرابات عمال غزل المحلة وشبين الكوم... وغيرها من الاحتجاجات التي بدأت من المصانع وامتددت إلي أرصفة مجلس الشعب ومجلس الوزراء حتي وصلت إلي الشعب بميدان التحرير.
   كذلك كانت لتلك الاحتجاجات أثر في ظهور عدد من الحركات الثورة التي قادت تلك الاحتجاجات ,وكان من أبرزها: حركة 6 أبريل لعام 2008 والتي كانت نتاج إضراب المحلة الكبرى (والتي قامت نتيجة مطالبة العمال بمصانع النسيج بالمحلة الكبرى بالمطالبة بزيادة رواتبهم وتحسين ظروف العمل لتتناسب مع القوانيين التي اقرتها ثورة 23يوليو 1952، والتي تتمثل في ساعات العمل والراحة والأجازات والتأمينات ضد حوادث العمل، وتأثير ذلك كله علي العملية الإنتاجية، حيث قامت ثورة يوليو بإصدار مجموعة من التشريعات التي تنظم العلاقة بين العامل والمؤسسة التي يعمل بها).
  إضافة إلي حركة كفاية التي ظهرت في يوليو 2004 والتي ظهرت نتيجة للاختلاف في النظام السياسي في مصر والرفض التام له، وكان هذا الرفض ممثل في القيام التظاهر السلمي الصامت احتجاجا علي الاوضاع والأحداث المختلفة.
   كذلك لا يمكن أن ننسي دور بعض الممارسات الشرطية الخاطئة, أو التي كانت تحمل في ظاهرها وباطنها ضغينة للشعب المصري الغلبان الذي يبحث عن لقمة العيش والستر مهما كلفه ذلك من تنازل عن جزء - صغير كان أو كبير- من كرامته.
 نعم كان هناك أَناس يستحقون العقاب والتعامل معه بأقصي درجات الحزم، لكن ذلك لا يعني أن تسير كل مؤسسات الشرطة من خلال بعض من ظباط الشرطة الذي يسيرون دائما بالمبدأ القائل (السيئة تعم والحسنة تخص)، ولكننا في الوقت ذاته لا يمكننا أن نطبق هذا المبدأ علي جميع العاملين في جهاز الشرطة؛ لأن ذلك هو الاستثناء الذي يمثل القاعدة بل هو الشاذ عنها
،والشاذ هذا أدي بنا إلي قضية مثل قضية خالد سعيد، التي فضحت الممارسات الفجة لبعض للنظام الشرطي الذي وصل بنا إلي قضية - في اعتقادي- لم نعرف حقيقتها حتي الآن؟!
    نعم فالحقيقة مازالت تاهه عن الكيفية التي مات بها خالد سعيد، فهل هو فعلا مات بإسفيكسيا الخنق بعد بلعه لفافة البانجو أو الحشيش كما قالت تحقيقات النيابة؟، أم أنه مات نتيجة الضرب المبرح الذي تعرض له من المخبريين كما قالت وسائل الإعلام والفضائيات؟، أم أين الحقيقة في ذلك؟. حتي تلك اللحظة وبالرغم من أن حادثة وفاة خالد سعيد هي أحد الدوافع وراء الحشد للخروج لتظاهرات 25يناير 2011، وكذا اختيار هذا اليوم باعتباره عيد الشرطة في محاولة للتعبير عن غضب الشارع من الشرطة التي وصلت إلي طفح الكيل.
   وسط تلك الأحداث المتلاحقة التي لم يتصور احد أن تصل إلي ذروتها، كان احد أبطال المعركة هو "شبكات التوصل الاجتماعي " فيس بوك وتويتر، وهي ببساطة حجرات اجتماعية افتراضية يبدئ فيها كل شخص آراه بكل حرية ، يسمع فيها الآخرون ،ويستمع فيها الآخرون للآرائه دون أن يطغي رآى فرد علي فرد.
  ورغم اعتراض الكثيرين واختلافهم ورؤيتهم لشبكات التواصل الاجتماعي باعتبار أنها في العموم احد أسباب انعزال المرء عن العالم الخارجي، كما أنها في نفس الوقت تؤدي إلي انتشار الإشاعات والأخبار غير الصحيحة والبلبلة بين أفراد المجتمع، ولكن مالا يمكن إنكاره الدور البارز الذي أسمهت فيه تلك المواقع في توحيد صف الشباب أو علي الأقل اتفاق رؤيتهم حول ضرورة التغيير.
   لا يمكن لأي شخص أينا كان سلطته أو قراءته الواعية للمستقبل أن يدعي أنه كان علي دراية بما سيقوم به الشباب من انتفاضة لتصحيح الأوضاع المائلة، الأوضاع التي تأقلم عليها الشعب حتي وصل إلي مرحلة التواكل والخمول وصولا إلي السلبية المطلقة التي جعلته يتغاضي عن أبسط حقوقه في الحياة، نام في العسل حتي استيقظ علي صوت قادم من بعيد، صوت بدأ خافت وأخذا يتنامي شيئا فشيئا.
   إنه صوت الحق
                  والعدل
                        والحرية
                               والعدالة ............
                                                          إنه صوت الشعب...............
                                                                                                                       يتبع >>>>>>        

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

كيف نتخلص من نفايتنا بطريقة سليمة


        النفايات أو القمامة هي الزواد التي تزيد عن حاجات الفرد، أو تناج استخدامات الإنسان للإشياء والتي تصير في النهاية نقايات أو فضلات،وهذه الفضلات أو النفايات أو الفضلات ربما تصبح بعد ذلك إما أشياء قابلة للاستعمال مرة آخري من قبل الآخرين ،أو تصبح زبالة.
   إذن فالأشياء المتجددة في الاستخدام لا تشكل أي مشكلة من حيث قابلتها للاستخدام، إلا أنها بمرور الوقت تصل إلي مرحلة التهالك, وهذا يجعلها تشكل خطر علي المجتمع، والحظر يكمن هنا في طرق التخلص من تلك المهملات ، فمثلا عندما نقوم بشراء أكياس الطعام تنتهي مهمتها بانتهاء محتويات الكيس ولا نفكر في استغلال الكيس في مهمة آخري، وذلك بعكس زجاجات الماء أو العصائر التي نحاول الاستعانة بها في حفظ السوائل لفترة طويلة.
   في بلادنا الحبيبة مصر نتتهي معاناة الفرد مع زبالته بمجرد أن تخرج خلال باب المنزل ،لتبدأ معاناة المجتمع ككل مع الزبالة،هم الدولة الذي يكلفها الملايين من نقل وتنظيف وتخلص من القمامة –سواء بطرق صحية أو غير صحية- إضافة إلي ما تخلفه تلك القمامة من أمراض نتيجة لتراكمها في الشوارع، أو التخلص منها بطرق غير صحية .كل ذلك يشكل عبء رغم أنه في الوقت نفسه يمكن أن يتحول إلي صناعة ومصدر دخل للملايين بطرق بسيطة.
   البداية لابد أن تكون من داخل البيت كخطوة أولي، وذلك بتنصيف القمامة حسب النوع، بمعني أن يحتوي صندوق القمامة علي أكياس منفردة: كيس للورق، وآخر للبلاستيك، وثالث للزجاجات الفارغة ...الخ من النفايات التي تخرج عن حاجتنا اليومية.
   ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الثانية الخاصة بالدولة، وذلك فيما يختص بالأماكن الخاصة بإلقاء القمامة "الصناديق"، والتي لابد من أن تتوافر فيها مجموعة صفات مثل: جمال الشكل لنتاسب مع كل الأماكن دون الإخلال بالمنظر العام، وكذا كبر الحجم كي تستوعب كميات كبيرة من القمامة حتي لا تتراكم خارج الصندوق كما يحدث الآن، الأهم في الأمر أن يراعي التصنيف والفصل بين المواد كما حدث في المنزل، وأن يكون توزيع الصناديق بناءا علي كثافة السكان في المنطقة.
   بعد ذلك تبدأ مهمة الدولة في جمع الأفراد والاستعانة بهم في جمع وإعداد تصنيف القمامة علي أساس استخدامتها في إعادة التدوير، ولابد أثناء جمع القمامة مراعاة نفس القواعد والأصول التي تم مراعاتها في الصناديق، وليكن ذلك من خلال عمل مسابقة في أحسن تصميم لصناديق وعربات جمع القمامات والتي يكون من شروطتها دقة التصميمات وصحية مكونات وسهولة ورخصة تصنيعها.
    علميا وطبقا للبحث عبر المواقع الإلكترونية فإن لكل مخلف سواء من شئ طبيعي أو صناعي يمكن الاستعانة به وإعادة التدوير ، بحث يمكن استخدامهم أكثر من مرة. وهذه مجموعة من الأمثلة المبسطة علي إعادة تدوير بعض الأشياء :-
1-   إعادة تدوير الزجاج:
    بداية يتم وضع مخلفات الزجاج في حاويات خاصة، ثم ينصف الزجاج حسب اللون، ثم فصل الشوائب العالقة بالزجاج لنحصل علي زجاج نظيف، ثم نضيف إليه مواد أولية لتساعد في إعادة تدوير الزجاج من جديد.
       وكذا فإنه يمكن الاستعانة بنفايات الزجاج في توفير أكبر قدر من الطاقة.
2-   إعادة تدوير الورق :
بعد الانتهاء من مرحلة التجميع يتم تقطيع الورق ثم خلطه بمجموعة مواد كيماوية ،ثم التصفية للوصول إلي خليط متجانس بلا شوائب، ثم تنقية عجينة الورق مما تحتويه من أحبار،فالتبيض من خلال مجموعة المبيضات إضافة إلي الهيدروجين. ثم يتم صب الورق من خلال الأنابيب التي تحدد سمك الورق، يليه تجفيف الورق ولفه علي أسطونات لنصل في النهاية إلي الشكل الطبيعي للورق.
3-   إعادة تدوير البلاستيك:
ينقسم البلاستيك إلى أنواع عديدة يمكن اختصارها في نوعين رئيسين هماالبلاستيك الناشف وأكياس البلاستيك ،ويتم قبل إعادة التدوير غسل البلاستيك بمادة الصودا الكاوية المضاف إليها الماء الساخن. وبعد ذلك يتم تكسير البلاستيك الناشف وإعادة استخدامه في صنع مشابك الغسيل، والشماعات، وخراطيم الكهرباء البلاستيكية، ولا ينصح باستخدام مخلفات البلاستيك في إنتاج منتجات تتفاعل مع المواد الغذائية. أما بلاستيك الأكياس فيتم إعادة بلورته في ماكينات البلورة رغم الأشكال المختلفة لمشروعات إعادة تدوير البلاستيك فإنها تتم من خلال محاور مشتركة وهي:
*
الفرز:وهو أهم مرحلة في إعادة تدوير البلاستيك، حيث يتطلب الحصول على نوعية جيدة من البلاستيك فرزا جيدا للمخلفات المنزلية والتجارية؛ حيث يفقد البلاستيك خواصه في حال وجود شوائب من أنواع بلاستيكية أخرى، ويتطلب الفرزعمالة كبيرة، بما يخلق فرص عمل كثيرة.
ويتم جمع المخلفات البلاستيكية وفرزها بطرق عديدة، منها: تجميعها بالمنازل والمحلات التجارية والفنادق وبيعها لأقرب محل خردة، أو لمشتري الخردة المتجولين بالشوارع، أو جمعها من قبل النباشين في مقالب القمامة
*
الغسل:يتم غسل البلاستيك بمادة الصودا الكاوية، أو الصابون السائل المركز مضافا إليه ماء ساخن، حيث يتطلب إعادة التدوير أن تكون المادة البلاستيكية خالية من الدهون والزيوت والأجسام الغريبة.
*
التكسير:بعد ذلك يتم تكسير البلاستيك إذا كان من النــوع النــاشف في ماكينة تكسير، وذلك بمرور المخلفات البلاستيكية بين الأسلحة الدوارة الثابتة ليتم طحنها، ويتحكم في حجم التكســير سلك ذو فتحات محددة لتحديد حجم القطع (الحبيبات) المنتجة. ثم يعاد غسل الحبيبات لارتفاع قيمتها الاقتصادية. لتوضع فيماكينة التخريز التي تحول قطع البلاستيك لحبيبات (خرز) لتصبح "مادة خام" يمكن الاستفادة منها لصنع منتجات بلاستيكية جديدة،
*
التشكيل:يشكل البلاستيك بطرق مختلفة حسب المنتج المطلوب،مثل:- طريقة الحقن:وذلك باستخدام الحاقن الحلزوني -وهوجهاز مكون من فرن صهر- لتدوير مخلفات البلاستيك كمرحلة أولى، ثم يقوم الحاقن بوضع مصهور البلاستيك خلال "إسطمبة" (قالب ثابت الشكل) للحصول على الشكل المطلوب ... شماعات، أطباق، معالق...
-
طريقة النفخ:وينتج من خلالها المنتجات البلاستيكية المفرغة مثل كرة القدم.
-
طريقة البفق:وهي تتم لإنتاج المنتجات البلاستيكية مثل الخراطيم، وكابلات الكهرباء.
*
التبريد:ويتم ذلك بمرور المنتج على حوض به ماء
  وهذا مجرد شرح بسيط لبعض السبل والطرق التي يمكن اتباعها في سبيل تحقيق أقصي استفادة مما نملكه من أدوات ،والأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة للمواد الآخري سواء أكانت صلبة أو سائلة،
 وذلك مثل:
* إنتاج علف مخلفات القطن والذرة والخضراوات والفاكهة.                              
* إنتاج الشحوم من مخلفات زيوت المصانع ووسائل النقل.
* إنتاج حبيبات المطاط من مخلفات الكاوتشوك.
* إنتاج الكرتون من مخلفات الورق.
* إنتاج الصابون من الزيوت المستخدمة في قلي الأطعمة.
* إنتاج العلف الحيواني من مخلفات الشعير.
* إنتاج مسحوق الزجاج من المخلفات الزجاجية.
* تدوير مخلفات أتربة الأسمنت في صناعة الطوب الأسمنتي.
   إذن يمكننا من خلال إعادة التدوير إتاحة فرصة كبيرة من أجل خلق صناعة تتمتع بالعديد من الفوائد،وتؤدي في النهاية إلي توفير فرص عمل من خلال مصانع التدوير، وكذا توفير النفقات التي تنفقها الدولة في إنتاج مواد يمكنها بسهولة إعادة تدويرها بنفقات أقل بكثير، والأهم من هذا وذاك أننا بذلك نسعي إلي حماية البيئة وتقليل مخاطر التلوث الذي يدره تراكم القمامة في الشوارع من أمراض ،وحرق للقمامة يؤدي بنا إلي خسارة من جميع الجهات.
    إن الثروة التي نملكها في مخلفاتنا تقودنا إلي اللحاق بالدول المتقدمة، حيث أن التوسع في تلك الصناعة يؤدي إلي زيادة التقدم في مجال البحث العلمي ونتمية المجتمع ،فثروتنا في أفكارنا وممتلكاتنا وقدرتنا علي الاستفادة من كل ما حولنا من أشياء حتي لو كانت بسيطة أو بالية.