السبت، 4 يونيو 2011

المؤهل

بالتأكيد يحتاج الفرد المؤهل لكي يعمل في مكان ما،أو تكون له مؤهلات لكي يتزوج أو للعمل في الخارج،ولكن هل فكرت في الإنسان يحتاج إلي المؤهل لكي يتعلم؟!
   نعم فالفرد منا أصبح بحاجة جادة لمؤهل أو الملكة التي من خلال يستطيع أن يتعلم،ولا يتعلم أي شئ بل يتعلم ما يحبه،و ما يستطيع أن يؤديه بإتقان ،ويجتاز فيه الاختبار وينجح وصولا إلي مرحلة الابتكار. فنحن للأسف أصبح معظمنا - وإن لم جميعا- لا ندرس ما نحبه وخصوصا في المرحلة الجامعية،فمنذ بداية مرحلة الثانوية العامة تبدأ الأحلام الوردية والتطلع إلي ممارسة وظيفة أو هواية معينة بعد الدراسة،ويبدأ السباق الرهيب للوصول إلي الهدف المنشود،والذي قد لا يصل إليه الكثيرين من خلال المجموع الضعيف أو يبدأ البعض الآخر في الحبو نحو الخطوات الأولي من الأميال البعيدة.
  ولكن المفاجأة أن الجميع يصطدم،فالطرف الأول يصطدم بمكتب التنسيق الذي يضعه في اختيار صعب،أو قد لا يترك له مجال للاختيار من الأساس،فيضعه في المكان الذي لا يليق به أو لا يرغب فيه من الأساس،فيبدأ الصراعات الرهيب مع العالم المجهول اللا مرغوب داخلية،ويحاول تخطى الصعاب رغما عنه،وقد يفشل وقد ينجح ولكنه في النهاية قد لا يستفيد إلي حد كبير من دراسته التي استغرق فيها سنوات طويلا في الدراسة،تكون بلا فائدة له علي المستوي الشخصي أو الثقافي أو حتى علي المستوي العملي.
   أما الطرف الثاني الذي يهيئ له أنه حقق الحلم الذي اجتهد من أجله طويلا،فإنه هو الآخر يصطدم،ويكون الاصطدام من جانب المستوي التعليمي والطريقة التعليمية التي لم يعهد إليها من قبل،فالحبل يترك علي الغارب دون أن يرشده الآخرين إلي الكم والكيف التي يسير علي دربها،فيعيش هو الآخر في الظلال ولا يختلف كثير عن النوع الأول،بل تكون نسبة الفشل عنده أكثر بكثير لأنه فشل فيما يحب،وضاع الحلم الذي ضاع هو معه أيضا،فما الحل؟
  في رأي المتواضع أن الحل يجب أن يتدارك منذ الصغر،فمند المراحل الأولي للتعليم أو فيما قبل ذلك يجب علينا أن نحاول مراقبة ميول الأطفال ومواهبهم،بل نحاول قد الإمكان أن ننمي تلك المواهب ولو بأضعف الإمكانيات فهذا كما يقال أضعف الإيمان.
  ثم عند دخول الطفل المدرسة نحاول عمل اختبارات تلقائية للطفل؛بحيث نحاول التوصل ولو لبذرة صغيرة يمكن أن تقودنا إلي تلك المواهب والابتكارات المدفونة داخل الأطفال،ثم نسعى بعد ذلك إلي ضم المواهب المتوافقة أو المتشابهة بين مجموعة من الأطفال،بحيث يحاول كل واحد الإفادة والاستفادة من الأخر ،ليكون منتج ومستفيد في آن واحد،لكن ذلك لابد يكون تحت إشراف مجموعة المؤسسات التربوية وكذا الأسرة والمدرسة للوصول لأفضل النتائج.
   ومع النمو والرعاية للطفل تكون الرعاية المستمرة للموهبة التي تنمو وتتفرع بداخله وتؤتي ثمارها،حتى إذا ما وصل إلي المرحلة الجامعية فيكون أساس القبول في الجامعة في الأول والآخر هو الموهبة دون الإلتفات إلي المجموعة أو التقدير،فيبدأ الطالب مرحلة جديد من تثبيت الموهبة علي أساس علمي من خلال تربة صلبة مرنة لديها استعداد علي تقبل الجديد والتحديث.
     وبهذا يمكننا الوصول إلي جيل سوي لديه القدرة علي الإنتاج رغبة وحبا في العمل أولا،وكذا مستندا إلي أسس عملية وتربوية سليمة يمكن العبور من خلالها إلي ما هو أفضل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق