السبت، 4 يونيو 2011

وهل الحب يغفر.........


          بالرغم من صلة القرابة بينهم،إلا إنه لم يخطر ببال أحدهم أنه سيكون للآخر في يوم من الأيام ،وذلك علي الرغم من صداقتهما القوية دائما،ومشاورة كلا منها للآخر في كل شئ،والكل كان يعرف ذلك،إلي أن حدث ما لا يتوقعه احد.
     ففي احد الأفراح الذي كان يضم جميع أفراد العائلتين،كانت البهجة تعم علي الجميع،وعندما تقابلا أخذ يتبادلا أطراف الحديث،وأحس كأنه لأول مرة يراها ويتحدث معها،كأنه لم يري تلك الملامح الطفولية من قبل،لم تترآي له  تلك الصورة الملائكية من قبل،لم يكن يتوقع أن تلك الصديقة ستصبح حبيبة في احد الأيام.
     بدأت تلك الأفكار والدهشة تظهر علي وجهة فلم يكن يستطيع أن يخفيها،مما أدي إلي دهشتها هي الأخرى،والأعجب من ذلك أن الحب تولد داخلهما معنا في آن واحد وفي نفس اللحظة التي جعلتهما ينسيان الماضي والحاضر والمستقبل، فلقد سيطرت الأحاسيس والمشاعر وغطت علي موسيقي الفرح الصاخبة ،وأصوات وزغاريد قلوب العرائس وذلك في حالة صمت رهيب تمتزج بالرومانسية،والتالف الوجدان الذي يكاد يصل إلي اسمي درجات الرفعة التي يمكن أن يصل إليها المحبين ؛ليتوجا ملوك للحب والسعادة تحت رعاية الإله الحب الأول.
    إلا أن لحظات التجلي لم تدم طويلا،فلقد استطاع الآخرين أن يقطعوا حبل الأفكار ودردشة العيون،لكنها رغم الجميع و رغما عنهم استمرت إلي نهاية الحفل وانصرف الجميع.
     ورغم انتهي اللحظة إلا أنها أصبحت بداية للحظات جديدة وتاريخ ميلاد لقلوبهم ،وانقلبت الحدوتة رأسا علي عقب،فلقد تجددت الصداقة وتعمقت واحتوائها الحب،وبدأت المرحلة التي اعتبارها الحد الفاصل في حياتهما،فبدأ معنا كفاح نحو المجهول ،نحو الارتباط،نحو التتويج الأعظم لمشوار الحب والكفاح والصداقة و الانتقال من الماضي المألوف إلي المستقبل المجهول.
    إلا أن الطريق بدأ محفوف بالمخاطر والأشواق،فلقد قبول الموضوع بثورة عامرة أشبه بثورات الشعوب ضد الخطأ و الطغيان،ولقد كانت الأسباب تبدو في ظاهرة أقوي أن تطيح بأقوى وأعظم عروش،وأن يهتز لهولها الشيب والولدان - كما هي في نظر الآخرين والتي كان يفضل طرفي الأهل الاحتفاظ بها- فأصبح الصراع ليس من ٍأجل الحب بل لأجل البقاء.
    أصبحت الحياة في نظر الحييين بلا معني بلا رؤية بلا معالم،لا سبيل إلي البقاء أو الاستمرار سوي تعزية الأخر و الصبر علي الآلام حتى يظهر نور الفجر القريب. فلم يكن إذن الاستمرار سهلا وكذا المراد،لكن الصبر مفتاح الفرج.
     وكان الفرج الإلهي من خلال محاولات الأمهات لمجرد إقناع الوالدين في الرأفة بحالة الحبيين،وبدأت الغمامة تنقشع قليلا فقليلا،وبدأ معا المحاولة في الوصول إلي أقصي ما يمكن إنقاذه،وتعويض ما ضاع من العمر في بعد الحبيب و رفيق القلب ليضرب معا أروع الأمثلة علي الإخلاص والمودة والبقاء علي العهد أبد الدهر.
     ومرت الأيام وتحقق المراد،وسكنت النفوس والأرواح في جنة الحب الخالدة ،واستطاعا معا المرور علي جسر العقبات شئيا فشئيا إلي أن وصل ربان السفينة إلي أآمن المراسي حيث الاستقرار والراحة الروحية .
      ومع الأيام تزيد أوصال الود والترابط ، مع الحب والعشرة والمشاركة الوجدان والعلمية في الهموم والمشاكل اليومية والروتين والملل والجهد والتعب بالحب ومن أجل الحب .
       وبعدما وضعا الشمعة الثانية في طريق الحب أصبح الحاجة ماسة إلي وجود رفيق ثلاث ليتوج ويكون بطل رحلة الكفاح،بل ويجعلها تستمر،إلا أن إرادة المولي لم تكن تأذن بعد الرغم من المساعي الكثير ولكن الأمر في البداية والنهاية مشيئة إلهية.
     وكأن هذا الأمر كان اختبار لمدي صمود الحب في مواجهة الأعاصير التي تجني علي الأخضر واليابس،فمن تلك المشكلة بدأت وسوسة الأهل،وصدق في ذلك المثل الشعبي الشهير:-"الزن علي الودان أمر من السحر"،فلقد زاد إلحاح  أهله من أجل الإنجاب،من أجل حسه في الدنيا،وأن يكون له سند ووريث،وأن يروا ذريتهم وأحفادهم قبل أن يفارقوا تلك الدنيا،وأنه ربما تكون هي السبب وهي صاحبة العيب،فلابد له ألا يضيع وقته وحياته معها أكثر من ذلك وأن يبحث عن من تحقق له أمنية الأبوة.
    كما أنها لم تسلم هي الأخرى من فكرة الزن،فلقد أخذت والداتها تحثها علي استدراج الموقف قبل أن يفوت الأوان ولا تجد الفرصة في إنجاب الأطفال،بل شككتها من أن يكون هو السبب ويحاول الإخفاء إرضاء لأهله. وهكذا فقد ملأت النفوس،وضاقت القلوب،وبدأ حبل الوصال في التفكك شيئا فشيئا ،وباد عقد المحبة في الانفراط،ومع كل يوم تسقط كل حبة ويضيع معها مجموعة من المعاني والمبادئ السامية التي كان من الصعب استعادتها حتى ولو في الآن الحاضر.
    ومع اشتداد الأزمنة سعي الأهل أن يجدوا لابنهم العروس المناسبة ذات الإمكانيات المطلوبة - في رأيهم من زمان- و التي تحقق السعادة لابنهم التعس ،وللأسف وجدت العروس بأسرع مما يتصور أحد ،وبعد إقناع شديد من جانب الأهل رضخ الابن وتقدم للعروس - دون علم الزوجة- ،واتفق علي كل التفاصيل وكأنه عريس لأول مرة،كما وافقت العروس
هي الأخرى هي وأهلها علي العريس المتزوج دون أدني تردد ولا أعرف لماذا،وأين كان قلبها وعقلها حينذاك؟!
    المهم أنه تمت الخطوبة فقط،واتفق العروسان علي السفر إلي لندن؛حيث أن والدة العروس بحاجة إلي مجموعة من الفحوصات الطبيبة ،كما أنه هو الآخر لديه بعض الأعمال المهنية في باريس ،واتفقا أنه بعد انتهاءه من تلك الأعمال سوف يطير إليها في لندن،وبعد العودة إلي القاهرة سوف يتمما إجراءات الزواج.
   وبعد انتهاءه من ترتيبات السفر أخبر زوجته بأنها لم تستطيع السفر معه - بعد أن كان وعدها- ؛وذلك ليضيق الوقت وكثرة أعماله،ووعدها برحلة جميلة بعد العودة،إلا أن خاطر غريب كان يتوجس بداخلها،وقرأت في عينيه الخوف والكذب وكثير من المعاني لم تكن تألفها معه من قبل،وما زاد قلقها وحيرتها أيضا زيادة مدة سفره التي أصبح خمسة أشهر أو قد تزيد أكثر،وذلك بعد أن كانت من قبل مجرد شهر وعشرة أيام،المهم أنها تعهدت بداخلها أن تترك الأمور لمجريها الطبيعي،إلي أن يتبين في الأمور أمور.
   سافر في نفس اليوم التي سافرت فيه عروسه مع والداتها من أجل العلاج،وكان تقريبا مع الهاتف أكثر من مرة طوال كل نهار،وفي الوقت الذي كان نادرا ما يتصل بالزوجة،والتي اضطرت نتيجة للوحدة التي كانت تحاصرها وطول مدة السفر أن تستأذنه في الذهاب إلي بيت أبيها لفترة من وقت لآخر،وحاولت التأقلم علي بعده رغم كثرة المشاكل بينهما،إلا أن
الحب والود كان لازال بداخلها يكبر وينمو،كما كان يكبر برحمها طفل لا تعرف عنه شئ،ولو كان احدهم يعرف بوجود لكانت الحياة انقلابت رأسا علي عقب،ولكنها لم تكتشف إلا في الشهر الرابع،وفي تلك اللحظة ودت ولو طارت إلي أبعد مكان كان هو فيه لتخبره أنه قد جاء الفرج،وأنها دعاء صلواتها كل فجر وكل فرد لم تذهب هدر،وأن الله تعالي قد استجاب لها و كافأها علي صبرها واحتسبه عنه،لكن أين هو؟أين تجده؟،فهو لم يتصل بها منذ شهرين سوي مرتين ،وخلال هاتين المرتين حاولت قدر الإمكان الإطالة في المكالمة بقدر ما حاول هو التقصير،فلم يعطيها فرصة لأي شئ،لكنها لم تفقد الأمل بعد أن علمت أنه يتصل بوالدته يوميا،فرأت أنه أفضل وسيلة أن تخبر والداته التي سوف تخبره ووقتها سيطير من السعادة،بل وتوقعت أن يترك كل ما أمامه ويطير إليها ليبدأ صفحة جديدة ناصعة في تاريخ الحب.
   إلا أن ليس كل ما يتمناه المرء يشتهيه،فلقد قابلت - حماتها - الخبر كأي خبر،بل كان وقعه في نفسها كأنها سمعت بوفاة أقرب الناس إليها،وسعت إلي ألا تعرف احد الكارثة - كما كانت من وجهة نظرها- خصوصا ابنها حتى يتم لها المراد ويترك ابنها زوجته الأولي نهائيا ويلتف إلي العروس الجديدة،وبنت خططتها بناء علي ذلك.
   انتظرت الزوجة وقتا طويلا ولو مكالمته ،وكانت كلما تسمع رنين الهاتف تسرع إليه لعله يكون هو المتصل ولكن بلا جدوى،حتى بدأت تدرك أن السفر والرغبة في الإنجاب وعندما تحققها لم يكونا سوي حجج لإنهاء كل شئ،فبدأت تنهار شئيا فشئيا،إلا أن القادم يحتاج إلي تضحية الأم بعد انسحاب الأب،الذي لم يحاول الاطمئنان عليها مطلقا ، كان الزوج - ولا اعرف اسميه المخدوع أم الخادع- يتلقى تقريا شبه يومي من أمه عن زوجته ،وعن أنها لا تصون كرامته في غيابه،وأن رجعت إلي عادتها القديمة مع أصحابها،بل وتورد له أكاذيب أبشع وأشنع من ذلك،وهو للأسف يصدقها ويمتزق من داخله علي حب العمر الضائع،كما حاولت أن تقنعه بضرورة الانفصال عنها بعد عودة من السفر ليتزوج ويعيش في سعادة.
   مرت الشهور وأصبحت في شهرها الثامن،وكانت صحتها في تدهور مستمرة وحالتها النفسية أصبح يرثي  لها ولكن تحملت حتى يأتي الفجر والشعاع الذي يقضي علي الغمة،فالله لا يضيع أجر الصابرين،وفي الوقت ذاته عزم هو علي العودة لإتمام إجراءات الطلاق والزواج. وبعد العودة استمر عشرة أيام في القاهرة دون أن تعرف بعودته،وكأن القدر كان بالمرصاد يرتب للحظة التي يظهر فيها الحق من الباطل،الخادع من المخدوع ،والظالم من المظلوم.
  وفي اليوم المكتوب أحست بأن ميعاد الولادة قد أوشك،فأرادت أن تحضر جميعا إحتياجتها من البيت،فاستأذنت والداها أن تذهب مع أختها وصديقتها،وبعد قررت أن تذهب أولا ثم يلحقوا بها بعد انتهائهم من العمل. وعندما ذهبت كان هو قد ذهب إلي مكتبه لإحضار بعض الأوراق الهامة ثم يعود،وبعدما وصلت إلي الشقة لم يكن البواب موجود ليخبرها بعودة البيه زوجها من السفر،فدخلت وشرعت في تجهيز حقيبة الملابس،ولم تلحظ سوي تغيرات بسيطة التي بررتها بأن قد تكون من قبل والداته التي تمتلك نسخة من المفتاح منذ سفر ابنها،وفجأة سمعت صوت الباب فاعتقدت أنها أختها وصديقتها،فرفعت صوتها لتخبرهم بوجودها،فإذا بها تجدها أمامها ويجدها هو أمامه،فسادت لحظة صمت رهيبة لم يقطعها سوي صوتها وهي تقول له:"حمد لله علي السلامة،منذ متي وأنت هنا؟".
فرد ساخرا:"منذ أن كانت المدام قد نسيت أنها تزوجت".
فردت وهي تكاد تنفجر من البكاء:"أنا التي نسيت الأهل والوطن والحب وكل شئ،وما معني أنني نسيت ذلك؟".
فقال:"معناه من خلال التنزه والسهر والأصدقاء وعمل كل ما يحلو لكي أي اعتبارات للوضع أو المشاعر والكرامة          
       والعرض والشرف،ومن الواضح أن أمي كانت علي حق ولكن كانت أعمي ،فالحب أعماني عن الرؤية الصائب ،
       ولا أعرف أين كان العقل والفكر،أين كنت أنا وقتها،ولكن مازال الوقت متاح لتصحيح أخطاء الماضي،فأنتي......"
وقبل أن ينطق الكلمة الأخيرة تغيرت مجريات الأحداث،فلقد انفتح الباب من جانب أختها وصديقتها بعد أن رأيا سيارته تنتظر بالأسفل فهرعا إلي الأعلى لأنقذ الموقف،في الوقت الذي بدأت تحس فيه بالآلام الولادة،فجرت أختها للاحق بها قبل أن تسقط،وحاولت إنقاذها بعدما اكتشف أن ساعدت الولادة قد حانت،ولم يستطيع هو إدراك ما حوله إلا بعد أن صرخت فيه اٍلأخت للإسراع إلي المستشفي لأنها حالتها طارئة.
   حاولوا جميعا السباق مع الوقت لأنفذ الأم والطفل،وطوال الطريق من البيت إلي المستشفي كانت الدموع تنهمر منه وهو لا يكاد يصدق كل ما حدث،وليكشف أنها كانت ضحية،وأنه للأسف الجاني علي من أقرب إلي نفسه،وكيف أنه أخطأ في عدم مواجهته لها بأكاذيب والداتها،وماذا سيفعل لو حدث لها أو لابنه شئ ،هل سيرضي أن يعيش بدونهما.
   كل ذلك جال في خاطره وهو يقود السيارة بسرعة جنونية لم يعهدها من قبل حتى وصل المستشفي،وأسرع بها إلي حجرة العلميات،وبدأ الانتظار بالنسبة له كأنه موت بطئ،وكان يري هرولة الممرضة من وقت لأخر،ومحاولة إنقاذها,و
بعد ساعتين طلب الطبيب سرعة نقل دم،ولقد اكتشف لأول مرة أنهما من فصيلة دم واحدة،ووقتها تذكر وقت مرضه كيف كانت حالها وقتها،وكيف أنها ظلت ساهرة بجانب مدة ثلاث أيام متواصلة،وأنه عندما استيقظ وجودها جالسة علي الكرسي ،واكتشف أنها لم تخبر احد بمرضيه حتى قام وتعافي،فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟.
  لم يوقظه من كل هذا التفكير العميق سوي صوت الممرضة قاله:"مبروك حدثت المعجزة بفضل الله وجاءت بنت"،لم يتمالك نفسه من الفرح،وفوجئ به الجميع يسجد أرضا يحمد الله،وطلب من الطبيب أن يري الطفلة أو الأم،فأخبره أنه لابد من الانتظار قليلا،كما أن حالة الأم وقتها كانت غير مستقرة،فكان لابد أن تنقل إلي أن تلبس في الإنعاش لمدة 24 ساعة إلي أن تستقر حالاتها.
 وبعد نصف ساعة وأثناء وجوده في الاستراحة رن هاتفه،وكان المتصلة هي والداته،وتردد في الرد أو لا ،ثم رد عليها فسألته :"أين أنت منذ ثلاث ساعات؟"
فرد :"في المستشفي".
سألته متعجبة:"هل أنت بخير".
فرد ببرود رغم حالته السيئة:"أنا بخير ما دامت عرفت الحقيقية".
فسألته في استغراب:"الحقيقية؟،وما هي الحقيقية؟وأي حقيقية؟!"
فردد علي مسامعها كل ما حدث وانهي مكالمته بقوله:"لو لم أعرف الحقيقية الآن لكنتي ستحقرني كما أتستحقر نفسك الآن" وانهي المكالمة علي ذلك.
  واستطاع بعد فترة أن يري مولدته الصغيرة،وكما كان يملك وقتها مجموعة من الأحاسيس التي من الصعب أن تجمع داخل فرد واحد في آن واحد ما بين شجن وحزن وندم وسعادة تفوق الوصف وهو يري الأمل الذي عاش يحلم به كثيرا، والذي ظل من خلال يحارب،والذي سوف يربطه بحبية العمر إلي آخر قطرة في دمه.
  ثم بعد فترة من التأمل في وجه الصغيرة حاول مليئا الاطمئنان علي توأم روحه،وتنمي لو يعود الزمن للوراء ليعتذر لها وليقبل يداه ندما وطلبا في أن يتقبل الله منه توبته،وأن تعفو هي عنه.
     ثم نجح أخيرا في الدخول إلي الغرفة وأخذ ينظر إلي وجهها طويلا حتى غلبه النعاس من كثرة التعب،فأفقت لتجده بجانبها،ووقتها داخلت أخته لتطمئن عليها،وروت لها كل التفاصيل،وعندها أحست أن عمرها وصبرها وحبها لم يضعوا هباء منثورا،وفجأة شعرت بلمسة يدها فهب من نومه،وأخذ يبكي في أحضانها وأحضان صغيرته،وتعلم أن الحب هو أسمي المعاني التي يعطيها الحبيب بلا مقابل،وأن الحب يغفر كل الأخطاء،ولكن المهم أن نتعلم،وإلا ما فائدة الحب.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق