الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

مذكرات من خارج الميدان


مذكرات من خارج الميدان
حزب الكنبة سابقا
    بداية وقبل كل شئ لمن لا يعرف حزب الكنبة هو ذلك الحزب الذي كان ينتمي إليه معظم أطياف الشعب المصري، والذي اتخذ الصمت ملاذ له سنين طويلة لم يتخذ فيها موقف إيجابية أو حتي يهم بالمشاركة في مجموعة من المواقف السياسية التي كانت تحتاج إلي الحسم الشعبي وإظهار قوته.
  تلك المذكرات قررت كتابتها لشرح رؤية أو موقف شخصي أو ربما جمعي اختفي من علي شاشات الفضائيات، رؤية قد تكون تاهه في وسط كل الصراعات الموجودة علي الساحة السياسية والفضائية. فكل ما نجده علي مختلف الساحات من آراء وصراعات سياسية ومناقشات لم تفكر يوما في النظر إلي المواطن البسيط صاحب الثورة والأرض والحق، ولم تحاول يوما إفراد ما تفرده من مساحات للسياسيين والمفكرين والقوالين كي يسمعوا رؤية صاحب المشكلة الأصلي ويجدون في أفكار وآراءه الفكر الصائب الذي يرشد إلي الدرب الصحيح.
  مجموعة السطور القائمة استرجاع لكل ما حدث وشرح وتحليل وتعليق من منظور مواطن بسيط، وهو في النهاية رأي يحتمل الصواب والخطأ، الصدق والكذب، المناقشة والمراجعة فهو غير  ملزم.
الحلقة الأولي
بركان تحت الرماد
*البداية
   قد يتصور الكثير ممن هم مع أو ضد الثورة أن ما حدث منذ 25يناير 2011 هو مجرد صدفة أو قرار جاء دون مقدمات، لكن لو تأملنا كل الشواهد والمواقف التي كانت موجودة تنذر بأن هناك شئ يلوح في الأفق ، ولكن الله تعالي وحده الأعلم بالقادم. ما يحدث في الشارع لابد أن يتغير من سلوك وأفعال ومواقف، التغييرات تحدث بطريقة سريعة، الناس وصلت إلي درجة من اللا احتمال التي توشك علي الانفجار.
   أي موقف صغير يحدث يمكن أن يؤدي في النهاية إلي جريمة قتل، فمجرد تصادم أو كسر طريق من سيارة أمام أخري في الطريق يكون بذرة لأن تقوم القيامة ولا تقعد. حتي أنه في أحد الأيام عندما وقفت في ميدان رمسيس مع أحد أقاربي نظرنا إلي منظر الباعة الجائلين في المكان ومنظر الشارع عامة، فقال أن الشارع لن ينتظر طويلا علي ذلك الحال، ولابد قريبا من أن ينتفض علي الأوضاع المتردية التي يعيش فيها.
  فعلا فالخراب والتردي كان ينتشر شيئا فشيئا في المجتمع ،الدخول لا تضاهي الأسعار التي ترتفع بلا توقف، مجموعة من صفقات خسائرة مثل صفقة عمر أفندي التي أدت إلي القضاء علي تلك الشركة ولا يوجد حتي الآن من يعرف مصيرها.
  هناك من كان يدعي أن الاقتصاد كان يمر بعثرة نتيجة لمجموعة الأزمات التي بدأ يمر بها العالم منذ 2010، وهناك من أدعي أيضا أن الزيادة السكانية المتزايدة تلتهم التنمية –كما كان يدعي الرئيس السابق دائما في خطابته-، كذلك لا يمكن أن ننكر الدور البارز الذي لعبته الانتخابات التشريعية لمجلسي الشعب والشوري في 2010 وما تلهما بعد ذلك من قرارات صدرت عنهما لم تدخل حيز التنفيذ كل ذلك كان له دور في التعجيل بالإطاحة بالنظام.
  ولم تكن الأحداث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبل والرياضية في كثير من الأحيان هي الطبع الغالب علي المشهد فقط، بل انتشرت كذا العديد من الأزمات التي كان لكل منها تأثير علي الساحة، فلن ننسي مجموعة الإضرابات والاحتجاجات - التي لم تكن وليدة ثورة الخامس والعشرين من يناير كما يزعم البعض – بل أنها كانت موجودة قبل ذلك بكثير ،بداية من إضرابات عمال غزل المحلة وشبين الكوم... وغيرها من الاحتجاجات التي بدأت من المصانع وامتددت إلي أرصفة مجلس الشعب ومجلس الوزراء حتي وصلت إلي الشعب بميدان التحرير.
   كذلك كانت لتلك الاحتجاجات أثر في ظهور عدد من الحركات الثورة التي قادت تلك الاحتجاجات ,وكان من أبرزها: حركة 6 أبريل لعام 2008 والتي كانت نتاج إضراب المحلة الكبرى (والتي قامت نتيجة مطالبة العمال بمصانع النسيج بالمحلة الكبرى بالمطالبة بزيادة رواتبهم وتحسين ظروف العمل لتتناسب مع القوانيين التي اقرتها ثورة 23يوليو 1952، والتي تتمثل في ساعات العمل والراحة والأجازات والتأمينات ضد حوادث العمل، وتأثير ذلك كله علي العملية الإنتاجية، حيث قامت ثورة يوليو بإصدار مجموعة من التشريعات التي تنظم العلاقة بين العامل والمؤسسة التي يعمل بها).
  إضافة إلي حركة كفاية التي ظهرت في يوليو 2004 والتي ظهرت نتيجة للاختلاف في النظام السياسي في مصر والرفض التام له، وكان هذا الرفض ممثل في القيام التظاهر السلمي الصامت احتجاجا علي الاوضاع والأحداث المختلفة.
   كذلك لا يمكن أن ننسي دور بعض الممارسات الشرطية الخاطئة, أو التي كانت تحمل في ظاهرها وباطنها ضغينة للشعب المصري الغلبان الذي يبحث عن لقمة العيش والستر مهما كلفه ذلك من تنازل عن جزء - صغير كان أو كبير- من كرامته.
 نعم كان هناك أَناس يستحقون العقاب والتعامل معه بأقصي درجات الحزم، لكن ذلك لا يعني أن تسير كل مؤسسات الشرطة من خلال بعض من ظباط الشرطة الذي يسيرون دائما بالمبدأ القائل (السيئة تعم والحسنة تخص)، ولكننا في الوقت ذاته لا يمكننا أن نطبق هذا المبدأ علي جميع العاملين في جهاز الشرطة؛ لأن ذلك هو الاستثناء الذي يمثل القاعدة بل هو الشاذ عنها
،والشاذ هذا أدي بنا إلي قضية مثل قضية خالد سعيد، التي فضحت الممارسات الفجة لبعض للنظام الشرطي الذي وصل بنا إلي قضية - في اعتقادي- لم نعرف حقيقتها حتي الآن؟!
    نعم فالحقيقة مازالت تاهه عن الكيفية التي مات بها خالد سعيد، فهل هو فعلا مات بإسفيكسيا الخنق بعد بلعه لفافة البانجو أو الحشيش كما قالت تحقيقات النيابة؟، أم أنه مات نتيجة الضرب المبرح الذي تعرض له من المخبريين كما قالت وسائل الإعلام والفضائيات؟، أم أين الحقيقة في ذلك؟. حتي تلك اللحظة وبالرغم من أن حادثة وفاة خالد سعيد هي أحد الدوافع وراء الحشد للخروج لتظاهرات 25يناير 2011، وكذا اختيار هذا اليوم باعتباره عيد الشرطة في محاولة للتعبير عن غضب الشارع من الشرطة التي وصلت إلي طفح الكيل.
   وسط تلك الأحداث المتلاحقة التي لم يتصور احد أن تصل إلي ذروتها، كان احد أبطال المعركة هو "شبكات التوصل الاجتماعي " فيس بوك وتويتر، وهي ببساطة حجرات اجتماعية افتراضية يبدئ فيها كل شخص آراه بكل حرية ، يسمع فيها الآخرون ،ويستمع فيها الآخرون للآرائه دون أن يطغي رآى فرد علي فرد.
  ورغم اعتراض الكثيرين واختلافهم ورؤيتهم لشبكات التواصل الاجتماعي باعتبار أنها في العموم احد أسباب انعزال المرء عن العالم الخارجي، كما أنها في نفس الوقت تؤدي إلي انتشار الإشاعات والأخبار غير الصحيحة والبلبلة بين أفراد المجتمع، ولكن مالا يمكن إنكاره الدور البارز الذي أسمهت فيه تلك المواقع في توحيد صف الشباب أو علي الأقل اتفاق رؤيتهم حول ضرورة التغيير.
   لا يمكن لأي شخص أينا كان سلطته أو قراءته الواعية للمستقبل أن يدعي أنه كان علي دراية بما سيقوم به الشباب من انتفاضة لتصحيح الأوضاع المائلة، الأوضاع التي تأقلم عليها الشعب حتي وصل إلي مرحلة التواكل والخمول وصولا إلي السلبية المطلقة التي جعلته يتغاضي عن أبسط حقوقه في الحياة، نام في العسل حتي استيقظ علي صوت قادم من بعيد، صوت بدأ خافت وأخذا يتنامي شيئا فشيئا.
   إنه صوت الحق
                  والعدل
                        والحرية
                               والعدالة ............
                                                          إنه صوت الشعب...............
                                                                                                                       يتبع >>>>>>        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق