Monday, April 29, 2024

يوم الكتاب العالمي

 

لأعوام طويلة اتذكر ذلك اليوم اختي التي تعمل في هيئة الكتاب تشتري لي اغلب ما احبه من كتب في تخفيضات ذلك اليوم اتذكر حينما اشتريت المجموعة الكاملة لصلاح جاهين مع كتاب الحيوان للجاحظ وكتب عصر النهضة الثلاثة لثروت عكاشة دفعت حينها 600 جنيه كان مبلغا تاريخيا بكل المقاييس حينما كان واذا قارناه بارقام التضخم الحالية سوف يكون مبلغا فلكيا ، تذكرت قريبتي التي قالت لي لن تتزوج طالما تصرف كل تلك الأموال على الكتب ، لكن ربما هذا العام قررت قضاء اليوم بشكل مختلف مع دعوة كريمة من مكتبات إنسان والمتحدة للنشر حيث قضيت يوم في رحاب الثقافة والفكر مع كوكبة من المدعوين ، لم اكن اعرف أنني علي أن اجتاز امتحان ابداعي في هذا الوقت لكي أشارك ولم احب ابدا المسابقات التي تحدد الشخص بموضوعات محددة لكن طلب منا أن نكتب قصتين قصيرتين في تحتوى الأولى على جملة نهارك سعيد يا عم سعيد والأخرى وهنا ادرك أنه فخ ، تصورتني لن استطيع أن انفذ الطلب لكنني انقذت القصتان سريعا وذهبت متفاخرا بأنني أنتهيت حتى جلست لاستمع لكل تلك الافكار التي اتت من الجميع في الحقيقة استمتعت بتلك الجولة الفكرية بين كلمات الجميع أو حتى أسلوب القاء البعض المتميز جدا لم احفظ الاسماء ولكن في النهاية كان يوما ثقافيا سعدت بالمشاركة به.

هذه هي القصص المزعومة دون مراجعة حتى نقلتها من الورقة والقلم التي استعرتهم من صديقي مجدي الحاروني.

التحية

في كل صباح يعبر تلك البوابة الحديديةلمدة عشرون عاما يبدو هذا روتينا يوميا لرجل يقدس العمل وليأخذ اجازة حتى في أيام الأعياد بل يحب الذهاب في ايام الاعياد في مؤسسة تعمل على مدار اليوم ولمدة سبعة أيام في الأسبوع من اجل استدامة عمل شبكة الانترنت.

يستوقفني عم سعيد صباحا وهو لا يعرف ماذا أعمل في هذا المكان إلقي عليه التحية السريعة كل صباح يرد على حسب الزي الذي ارتديه حينما يغادر صباحا بشعره الاشعث الأغبر يرد التحية سريعا دون اهتمام حينما اذهب إلى اجتماع وارتدي حلة رسمية يرد علي التحية افضل يا دكتور كل يوم يحصل على لقب مختلف من عم سعيد: باشا ، دكتور ، باشمهندس في اليوم الذي قرر أن اترك تراب الميري الحكوي فدمت استقالتي ولممت اوراقي وشهادات العمل توجه إلي بوابة الجامعة وودعت عم سعيد بكل ود وقلت له نهارك سعيد يا عم سعيد ودع النخل والمباني وايضا تحية عم سعيد المتغيرة على مدار عشرون عاما.

الفخ

تبدو قواعد الفيزياء هي ما تحكم حياته الجسم الكبير له جاذبية تجذب الاشخاص من حولهز

تعود على أن يكون نجم بتلك الجاذبية استخدمها في أن يكون ذلك الصياد الذي يبحث كل فترة عن فريسة إنثوية جديدة يعيش معها قصة جديدة ثم في النهاية يتركها إلى فريسة جديدة.يجذبها إليه بنجاحه الرياضي والعملي يبدو نجما يتحلق حوله الجميع.

حتى قابلها لم تنجذب إليه كالآخريات كان نجاحه عاديا بالنسبة لها لم يتكن منبهرة به أو بنجاحاته لذلك اجتهد في أن يقترب ويقترب أكثر تقرب بالهدايا لم تستجب تصور أنها صنف آخر لم يقابله من قبل فريسة مختلفة عليه أن يناور لكي يفوز بها وجد نفسه مغرف فيها في تفصايلها تحول الصياد إلى فريسة سهلة ، قابلته أخيرا لكن العازب الوحيد في الشلة الذي كان يتهمنا بأننا مغفلين في يده تلك الدبلةالتي تؤشر على ارتكابه حماقتنا حاولنا أن نشرح له أن ننقذه لكن ربما كان بعضنا سعداء أنه أخيرا وقف في الشراك ، الصياد تحول إلى فرسة دون أن يدرك أنه هنا وقع أخيرا.

سلمت عليه وهو يجلس بجوار عروسته وأنا أحمله له جملته الشهيرة مرحبا بك في نادي المغلفين على وجهه كانت تلك الابتسامة التي يفرضها الموقف لكن في راره نفسه أنه فريسة وهنا أدرك أنه فخ الجميع.

الشكر للمتحدة للنشر ومكتبات إنسان ولصديقى مجدي الذي تشاركنا في عدة ندوات ثقافية خلال الفترة السابقة.


Monday, April 8, 2024

المؤشرات الرمضانية "Ramdan KPI"


السويعات الباقية من رمضان تذكر المرء بالسنوات الكثيرة التي سكبت من العمر والأيام الرمضانية التي تطير بين اغنيتي مرحب شهر الصوم ولسه بدري يا شهر الصوم.

اعود إلى ايامي الأولى في العمل والهوس الكمبيوتري الذي كان يجعلنى ادخل المنزل اغلق التليفزيون لأننى اضع رأسى امام شاشة لمدة تسع ساعات ، واتذكر أن في ذلك الوقت حينما بدء رمضان كنت احاول تحويل الانشطة الرمضانية إلى معادلة كمبيوترية كي اعطي لنفسى درجات على الانشطة الدينية والتفضيل بين الجماعة والفرد في الصلوات ربما بعد سنوات وجدت تصوري موجودا وارسله لي احد الاصدقاء عبر برنامج الاكسيل حيث كان يحسب لصلاة الفرد نقطة بينما صلاة الجماعة 27 نقطة وهكذا على كل الأنشطة الرمضانية سواء الصدقة أو حتى زيارة الأهل أو قراءة القرآن ، وربما لاحقا صممت ثلاثين كلمات متقاطعة للشهر حتى تجمع بين تسلية الصوم والمعلومات معا وكي لا يضيع الشهر هباءا.

ترى ما هي المؤشرات الرمضانية التي يجد أن يحصيها المرء في نهاية الرحلة الإيمانية التي اخترناها بإرادتنا الحرية وفقا لما قلته من قبل في تدوينة حريةالصوم.

هل يحسب المرء كم مرة ختم المصحف؟ أم ترى هل صلى خلف إمام يقرأ بجزء كامل أم ترى كم مسجد زرته في الشهر لقد تنقلت في تصوراتي كثيرا بين تلك المؤشرات الرمضانية وظللت حائرا بين مؤشرات العمارة والعبادة حيث هل على المرء أن يسرف في العبادة ويترك العمارة أو حتى ثنائية الطقوس والشعائر التي تجعل من الشهر انتاجا وليس كسلا وكنت إذكر من حولي في العمل أن في شهر رمضان كانت غزوة بدر وفتح مكة بل معركة العاشر من رمضان السادس من اكتوبر وأعان الله المقاتلين على عدوهم في غزة في هذه الأيام.

كل عام كان لدي مجموعة أهداف رمضانية بعضها قد يتحقق وكثيرا ما اخفقت في الرحلة كما وضعتها من اهداف سنوات كنت مهوسا بقارئ اسير وراءه في كل مسجد وسنوات اخرى غيرت الفكرة وقررت أن اجرب السياحة في مساجد القاهرة ذات الألف مئذنة وفي اغلب السنوات لم اتخلى عن الزيارات الاسرية والألفة الإنسانية مع الأهل والأحباب عبر سنوات طويلة وتذكر الماضي الجميل ومحاولة بعثه عبر جلسات النوستالجيا الاسرية.

البحث عن المشاعر الرمضانية كتبتها من قبل في تدوينة الأفطار على وتر من القبلات أو حتى فكرة البحث عن اختراع تراويحي ينقل التراويح إلى القرن الإلكتروني.

البحث عن العمارة الإنسانية في رمضان ربما اشرت لها اكثر من مرة لكن كتبت عنها الكائنات المستنسخة الرمضانية.

ترى هل البحث عن المؤشرات الرمضانية بالكم أم بالكيف ، أم كما قال احد الصالحين لو قبلت منك سجدة واحدة فقد نجوت ربما يؤيد ذلك القول الإلهي "الإ من أتى الله بقلب سليم" ترى هل قلوبنا سلمت في هذا الشهر من الرياء وسلمت من كل امراضها الأخرى.

ترى ما هي إجابة سؤال المؤشرات الرمضانية الكم أم الكيف القلب السليم والسريرة النقية أم الخروج لبقية العام بروح جديدة روح رمضانية حتى يتم إعادة شحن البطاريات الإيمانية في العام التالي مع رمضان مستقبلي قادم.

أو أن يكون رمضان بداية جديدة كل عام تتاح لنا فرصة لرؤية الحياة بشكل مختلف وبمنظار جديد لها ، ترى ما هي مؤشراتكم الشخصية الرمضانية هل راجعتموها ؟ أم هي تحتاج إلى إعادة نظر في الأولويات ربما لكل منا ابجديته الرمضانية الخاصة به لعلنا ننال صراط الله المستقيم.

الساعة الرمضانية تمضى ونحن قرب ساعات الجائزة في عيد الفطر ونقرأ اللحظات الرمضانية الأخيرة بتمعن علنا ننجو ولعل الله يتقبل منا صالح العمل ويتجاوز عن التقصير ويقبلنا فيمن يعفو عنهم أنه عفو كريم يحب العفو قولوا معي آمين.

 

 

Sunday, February 4, 2024

سيدة حظ ياباني 2024


  أكثر من عشرين عاما مضت على متابعتي لأسبوع الفيلم الياباني في مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية وربما شعرت بمرور الدهر اليوم لأني لمحت أحد المقدمين بشعره الأبيض وأعتقد انها تعمل في المؤسسة منذ ذاك الحين ومن الممكن أن تقرؤا تلك التجارب الماضية في التدوينات التالية:

عودة الفيلم الياباني

في مهرجان الفيلم الياباني

أسبوع ياباني آخر

أو تستمتعوا بأغنية فيلم هانا مايزوكي بالترجمة الإنجليزية وبالكانجي وباللغة اليابانية ايضا

اليوم الوضع مختلف ذهبت في الموعد كالعادة وإن بدت العروض لم تعد تضبط عليها الساعة كالماضي لكن لوهلة وجت القاعة مليئة تذكرت كيف حضرت فيلم وجه جيزو الفائز بعدة جوائز عالمية أنا والسفير الياباني واعضاء اسرتي في حين مصر كلها كانت تتابع  مباراة مصر وساحل العاج في نهائيات كأس افريقيا حينما كانت لنا ريادة كروية لثلاث دورات معا في أفريقيا.

حصلت على مقعد بالكاد وكان بجواري طفل صغير ربما لأن الفيلم كارتون ياباني أو "إنمي" لكن لم ينل إعجابه ونام في إثناء العرض وأعطاني سيمفونية صوته مع موسيقى الفيلم التي اعجبتني.

يبدو الفيلم في إطار كوميدي بسيط وبفن الإنمي الياباني لكنه يحمل معاني عميقة ربما كما علق أحد الحاضرين في الندوة يتركك جائعا أو ربما جعلك تفكر في فيلم محمد خان خرج ولم يعد على فكرة الحياة البسيطة التي تتبناها البطلة ، أو ربما هو قراءة يابانية مختلفة للفيلم الإجنبي "كل وحب وصلي" "eat love Pray" انتاج 2010 للبطلة العالمية جوليا روبرتس لم الحق أن اناقش تلك النقطة مع المخرج حيث كان التفاعل كبيرا في الندوة حيث مر الوقت رغم طوله بسرعة.

وقد تحدث المخرج عن الرواية الأصلية للكتاب وكيف أنه كانت له رؤيته في ضغط احداثها كذلك عن عيش مؤلفة الرواية جزء من حياتها في مصر، والتشابه بين الواقع المصري والياباني أو التشابه بين شعبينا ، وإن كان هذا التشابه قد اوروده جمال حمدان احد طيور العنقاء المصرية في شوفينيته في شخصية مصر حينما تحدث عن العزلة التي تفرض على اليابان بوصفها مجموعة  جزر وكيف أن هذه العزلة تتحقق في مصر بالصحاري وربما حتى جعلت من يحتلون مصر يتأثرون بها ولا تتآثر بهم فنحن وإن كانت اللغة الإنجليزية موجودة لكننا حافظنا على لغتنا العربية بل اضفنا لها بعد العامية المصرية الأقوى تأثيرا عربيا.

في العادة أكتب بعد اسبوع الأفلام اليابانية ما ينتهي لكن جودة الفيلم كبداية شجعتني على الكتابة اليوم منذ بداية الأسبوع الأفلام لأني اعتقد أنه احد الأفلام التي لن تنسى من ذاكرتي مثل وجه جيزو أو ساموراي الغروب أو العاب نارية أو حتى ساموراى الطبخ الزاهد التي قلدته في تدوينة أطباق من مطبخ شيف عازب أو حتى لحن الوحدة في "تومي تاكهيتي" التي ربما كتبت مثلها في تدونية وحيد.

الستة أفلام مازالوا متاحين في جو ثقافي مصري ياباني يشهد عليه المنحة اليابانية لدار الأوبرا المصرية أو المركز الثقافي كما يحب اليابانيين ذلك.

تعالوا للاستمتاع بسينما مختلفة لكن حذار من انتظار سينما ذات لغة معروفة فإيقاع الأفلام ليس واحدا مثل السينما الأمريكية كذلك مازال هناك فيلم كارتوني آخر لعشاق الآنمي وسلاسل المانجا التي تنال عشقا خاصا في مصر والعالم العربي والدليل الوداع النهائي لكابتن ماجد ومذيعه الذي أصبح مذيعي الكرة يقلدونه وهم يطيلون كلمة هددددددددددددددددف ومع باقي الأسبوع لنا لقاء.

Sunday, January 28, 2024

جرم صغير في معرض الكتاب

 

تعرفون من التدوينات السابقة أنني حريص على زيارة معرض الكتاب إن لم اشتر كتبا فعلى أقل قليل أسأل عن أسعارها وسابقا كانت ندوات معرض الكتاب حدثا ثقافيا هاما وهناك مناظرات وشخصيات كان من الصعب أن تظهر إلى في هامش حرية معرض الكتاب حينذاك لكن سقف ذلك الهمش هبط للحضيض الآن وأصبح هناك دورا للنشر تمنع من حضور المعرض حتى بعد توكيد حجزها لمساحتها.

على أيه حال هذه المرة كانت المناسبة مختلفة فقد ذهبت لأحضر توقيعا لأبنه الخالة الصغيرة لأحدث إصداراتها "جرم صغير" وعليه كنت في الثالثة تماما بالقرب من الدار طمعا على الأقل في ملاقة الأقارب ورؤية اسرتنا الكبيرة حيث يشعر المرء دفئا في برد الحياة القارس وليس برد المناخ الحالي.

هذا بالإضافة إنني في العام الثاني على التوالي لدي ثلاث قصص في كتاب مجمع وفقا لوصول قصة سر الفراولة إلى القائمة الطويلة في مسابقة إحدى دور النشر.

في المعرض التقيت عدد من الروائيين اعرف من قبل سواء من الأوبرا أو من الندوات الثقافية التي اداوم على حضورها للمفارقة كان هناك كاتبتان تحملان نفس الأسم إحدهما إبنه فنان كبير ولديهم على ما أعرف رواية لكل منهم وكل منهم يسعى للدعاية لها سواء بالوقوف في دور النشر أو بحشد الاصدقاء من النقاد أو حتى دعم دور النشر إيضا ألتقيت "بوك يوتيوبر شهير" عرفتني عليه أيضا صاحبة جروب أداوم على النشر بها واقدر ذلك لا أرغب في ذكر أسماء أحد حتى لا يكون هذا حرجا له من قريب أو بعيد ، لكن جميعا فيما يبدو نشترك في أننا ندور في فلك الكتب ربما نحن نتهافت جميعا في عالم الكتب.

ربما الجميل في هذا العام إنني التقيت بافراد الأسرة التي تضن علينا الحياة باللقاء دوما نظرا لانشغالتنا الحياتية بعيدا عن جذورنا الإنسانية الضاربة في الأرض.

لكنني عدت لكي أقرأ الكتاب والتهمته في ليلة واحدة يحتوي على خمسة عشر فصل واستهلالا ومقدمة ربما شعرت في بعض الأحيان أننا أقارب ونكتب بنفس اللغة أو لأننا تشغلنا نفس قضايا الدين وتأثيره في المجتمع بل وكيف أن المسلم يربط حياته وجدوله اليومي مع هذا الكون ويتناغم معه  كما ذكرت من قبل في تدونية خير بداية ،وجدنى أجد كلمات كتبت مثلها في تدوينات مختلفة لكن فكرة أن تكتب للأطفال أو حتى في توجيه الأطفال كانت حتى أحد مشاريعي الغير مكتملة بتكوين حضانة للشطرنج أي استخدام الشطرنج في تعليم الاطفال الكلمات والحساب ، لكن الكتاب يقدم رؤية لا نقول إسلامية بقدر ما هي رؤية تربوية للأطفال من منظور إسلامي سواء كيف نقرب المفاهيم للأطفال من خلال رحلة داخل وادي الحيتان لا أعرف إذا كنت احرق المحتوى لكن اتصور أن قراءة الكتاب أفضل للجميع لأنه يحتوي على الكثير من الأفكار لتوصيل معاني العقيدة، وليس مجاملة أن الكتاب رحلة جميلة داخل ذلك الكون بدءا من قاع المحيط حتى إلى النجوم بإسلوب ميسر وجميل وربما ما أعجبني فيه أنني كنت أيضا أجد نفسي فعلى الأقل فكرة التسابيح أو حتى فكرة التفكر في الكون من خلال محمية طبيعية هي نقلة جميلة جدا من عبر محمية وادي الحيتان وربطها بحوت يونس أو حتى فكرة الاستدامة التي نسعها إليها جميعا لكي ننقذ الأرض من تغييرات المناخ، ثم الأصطحاب عبر رحلة بداية الخلق وفكرة الزمان والمكان أو قل الزمكان كما يحب إينشتين أو من يعربون أفكاره على الأقل وفكرة وجودنا الإنسانيكخلفاء لله على هذه الأرض والعهد الإلهي أو الميثاق كما سماه الكتاب ، الألطف أنني كنت اجد نفسي فقد اعياني البحث عن كتاب العطار منطق الطير ووجدته يومها لأجد في الكتاب فصلا عن محاكمة الغربان وفكرة قصص القرآن عن الغراب وارتباطنا بهذا العالم من أكثر من محور وكيف إننا جزء من هذا العالم بتكوينه الكبيروحتى بنطف الحياة الأخرى على الأرض من حيوانات وطيور ثم الانتقال إلى رحلة تدبير هذا العالم وصانعه ومعجزته وأن يكون الإنسان مطمئنا بأنه هناك رزاق وفكرة أن البحث عن الحقيقة ليست أساسها الشك بل أساسها اليقين وكيف نرى حجمنا كجرم صغير في هذا العالم الكبير جدا ربما هذا يجعل المرء يكبر الآله العظيم أو يحمده أو حتى يتفكر دوما في كونه والآءه ونعمه علينا ويبحث عن صراطه المستقيم.

هل أقول أن الكتاب يلتمس طريق أحمد بهجت في قصص الحيوان في القرآن أم هو قراءة جديدة لجزء منها ، أم أقول أنه فكر مصطفى محمود عبر التفكر في هذا الكون وربما وجدتموني كتبتها قبل ذلك في تدوينة  فرائضنا الغائبة ،ربما الأغرب هو ذلك الفصل الأخير الذي فكرني برائعة باولو كيولو الخيميائي وبحثه عن الكنز, علي أيه حال حتى يستقيم النقد ولا يكون مقالا لمدح أبنه الخالة وجهدها الجميل فلم يعجبني عدم وجود فهرس للكتاب حيث تعلمت فكرة الفهرس وأنا صغير أنه وسيلة لجعلك تتفكر في نهاية الكتاب بعد قراءة عناوين الفصول لكي ترسخ أفكاره ولم يعجنبي أيضا أن الكتاب كان يحتاج إلى المزيد من الفصول بتلك القراءة الجميلة لنعم والآء الله ، عزائي الوحيد أننا جميعا نؤمن أن التجويد فريضة اسلامية علينا جميعا نطمح بها مع الطبعات الجديدة إن شاء الله أو عبر استكمال هذا المنهج في كتب أخرى إن شاء الله موفقة إن شاء الله يا أبنة الخالة الصغيرة أتمنى أكون وفيت ما طلبته مني بعد القراءة.

 

Saturday, January 27, 2024

سر الفراولة

 

أخذت أشد يد بني وأكاد اسحبه معي بسبب تعنته الشديد في السير بسبب سحبي جهاز الجوال منه واعتراضه على ذلك، وتذكرت أحلامي البسيطة في مثل سنه وأنا أمشي مع والدتي فخور بكلمات والدي وهو يقول لي اذهب مع والدتك كي يكون معها رجل يحميها.

واختال بنفسي وأنا أمشي بجوارها بطولي المتجاوز ركبتها قليلا وأنظر للجميع كأني حارس شخصي لها، ربما لذلك سوف أحب لاحقا في سنوات مراهقتي فيلم "حارس الأمن" "لكيفين كوستنر" الذي ظلت أغنية الفيلم "لويتني هيوستن" دائما سوف أظل أحبك أغنيتي المفضلة لوداع كل حبيبة حتى تعرفت إلى زوجتي التي لصراحتي معها عن قصص حبي السابقة لا تطق أن تراني أسمع تلك الأغنية وعد سماعها من المحرمات في المنزل أو حتى في السيارة، ولأني وصلت لسن ذلك الزوج الخاضع لأوامر الحكومة المنزلية وأحاول إثباتا أني مواطن صالح فأنا لم أعد اسمعها أو حتى أرددها بيني وبين نفسي.

كنت طفلا بسيطا ليس لدي أحلام تكنولوجية هو عنيد مثلي، لكن كوب عصير كان أقصى أحلامي في الخروج مع والدتي وأنا أقدم دور الحارس أو الرجل على مسرح الحياة تبسمت قليلا وأنا أتذكر شريط ذكرياتي البسيط وتطلعت لمحل العصير وقلت ربما تكون تلك فكرة جيدة لأخرجه من عناده واقترحت عليه كوبا من العصير وحاولت تصنع الدور الأبوي وأعطيته الخيارات وقلت له تحب قصب أم فراولة.

نظر إلي بنظرة تحول فيها الغضب إلى قليل من التجاوب ورد بقليل من التأفف حتى يشعرني أنه يتفضل علي بالموافقة: أشرب فراولة.

قلت في سري ابن أبوك فعلًا وتذكرت والدتي حينما كانت تأتي لي بالفراولة كولد وحيد على ثلاث بنات ونأخذ معنا عصير القصب للبيت وأشاركهم فيه أيضا، وكل مرة احد أخواتي تكتشف أنني شربت فراولة ولا أعرف كيف؟ وظل هذا السر خفيا عني حتى الآن كل مرة كن يكتشفن ذلك دون أن أنبت بشفة أو حتى أقول كأنه مرسوم على وجهي أنني شربت الفراولة بدونهم وكأن شفتي تعلن فخرا أني تجرعت الفراولة دونكم، وكانت والدتي تنبه علي ألا أقول لأن هذا كان يتسبب لوالدتي في حرج مع بناتها حينما تسمعهن يقلن "طبعا ديك البرابر"، كانت أيام جميلة "ديك البرابر" الآن تحول إلى شبه "كتكوت" مع حكومة منزلية تدقق في أزمة منتصف عمره وحكومة رسمية رشيدة تصب في مصلحة المواطنين الشرفاء كل يوم بقراراتها الرشيدة جدا.

 يبدو أنني  أتدثر كثيرا بذكرياتي في تلك الأيام هربا من برد الحياة القارس في منتصف عمري، طلبت له كوبا من الفراولة وطلبت لنفسي عصير قصب صغير في ظل ظروف اقتصادية حالكة السواد لم تتغير كثيرا عن وقت والدتي حيث مطلوب من المواطن أن يصبر ويربط الحزام حتى نعبر عنق الزجاجة البادي أصعب من عبورنا خط "بارليف" ولكني حتى لا أملك تلك البحبوحة التي كانت تملكها لأشتري لبقية أفراد الأسرة حتى عصير قصب ونحن قرب نهاية الشهر وأعيش تلك الأيام على الحافة حتى يأتي الفرج مع راتب الشهر الجديد كأي موظف حكومي محدود الإمكانات لا يتبقى من عقله المحاسبي إلا تلك الآلة الحسابية التي تحسب تأثير صرف تلك الجنيهات القليلة على استمراره طافيا حتى نهاية الشهر كديناصور من الطبقة المتوسطة الطافية في الحياة بمعجزة إلهية وتقترب من الانقراض في بر مصر كله.

شربنا العصير وعدنا إلى المنزل عانقتني ابنتي "لجين" فور وصولي وقالت لي: بابا جبت حاجة حلوة، ناولتها كيس التسوق وأشرت لها أن تأخذ قطعة وحيدة من علبة الحلوى وكررت لها واحدة فقط من أجل الباقي للمدرسة صباحا.

دقائق قليلة وقبل أن أخلع ملابسي سمعت صوت عراك بين ابني وابنتي أمر عادي لا جديد فيه، وسمعت زوجتي تتدخل كالعادة ثم تعود لي لائمة: أنت جبت "لمصطفى" عصير فراولة كان لازما تجيب لبنتك أيضا وكنت تفكرت بي معهم يا سيدي، وطبعا استطردت في تهكمات أخرى توافق زوجة أصيلة تقضي وقت فراغها في متابعة برامج حقوق المرأة وكلام عن المجتمع الذكوري وكل هذا الهراء الذي يأتيك حتى لو فتحت صنبور المياه هذه الأيام، في الواقع لم يشغلني كل هذا الحديث الذي عد منهج محفوظ بالنسبة لي وأستطيع أن أسمعه غائبا مثلما أقرأ الفاتحة في الصلاة، ولم أرد ولكنما شغلني هو كيف تم اكتشاف سر الفراولة؟، ترى هل استطيع بعد ذلك العمر الطويل أن أكتشف السر، لذلك تمتمت بحزم لا يتناسب مع زوج صالح في مجابهة الحكومة المنزلية: أنا سوف أتصرف.

ناديت مصطفى وأعطيته الجوال ليلعب به أخذه وانطلق سعيدا إلى غرفتهم.

"لوجي" حبيبتي تعال هنا كان علي أن ادلل حواء الصغيرة كي أصل إلى السر.

أمام ذاك الحزم غير المتوقع تهكمت زوجتي أكثر كيف أنني أحطم قواعد التربية، وأشرت لها خلسة أن تصمت وتؤجل لومها حتى لا يكون الأمر أمام الأولاد وأنا أعرف أن ربما كان تلك عاقبته على شخصي وخيمة فسوف يكون لوما منفردا، وفهمت إشارتي وانسحبت غير راضية بالطبع إلى المطبخ كالعادة لتكمل مسيرتها كزوجة صالحة في يوم الإجازة، أعرف أن الأمر لن يكون يسيرا وأنني سوف أحظى ليلا بمحاضرة عن أصول التربية والتنشئة التي أحطمها فضلا عن اللوم الأساسي بنسياني الحقوق الأساسية لزوجة مفترسة.

أعطيت "لجين" قطعة أخرى من الحلوى وسألتها بهدوء يناسب محقق في شرطة "سكوتلانديارد" أو "كشارلوك هولمز" محقق الروايات الانجليزي الشهير، لا أعرف هل ما زلت متأثرا بالاحتلال البريطاني الذي جثم على مصر سبعون عاما لكن هذا الجو الربيعي لا يصلح له معطف "كولومبو" نجم حلقات التحقيقات الأجنبية الشهير خرجت سريعا من أزمات هوياتي وقلت لبنتي بحنان "مصطفى" هو اللي قالك إنه شرب فراولة.

ردت علي ببراءة وعينيها مترقرقة بالدموع: لا أنا شفت الفراولة على القميص وكمان شفايفه لونها أحمر.

عمر طويل مضى والآن فقط عرفت سر الفراولة بواسطة أبنتي التي لم تتجاوز العاشرة، إضاءات فلاشيه أخذت تسطع أمامي لملابسي وفمي الأحمر حينما كنت أتجاهل النظر إلى أخوتي صغيرا حتى لا أجعلهن يكتشفن أنني شربت الفراولة من دونهم وكأنهم سوف يقرؤون سر الفراولة المكتوب على جبيني، ولكن في كل مرة كن يكتشفن، ترى هل أتصل بأختي الأقرب لي سنًا وأقول لها أنني اكتشفت السر بعد هذا العمر الطويل!.

لكن علي أول أن أكافئ فلذة كبدي الصغيرة التي أخذت بيدي إلى السر لتلك أخذتها من يديها بحنان واشتريت لها كوب كبير من عصير الفواكه المختلطة معًا التي تطلق عليها محال العصير "فخفخينا" ضاربا بأزمتي الاقتصادية عرض الحائط.

ربما سوف أقترض من أحد زملائي العزاب لو تأخر الراتب لكن كله يهون في سبيل اكتشاف السر الغائب عني لمدة تقترب من الثلاثين عام بقع القميص أو الشفايف الحمراء، نعم لم أخرج من أزمتي الاقتصادية وأتفكر دوما في أزمة هويتي ولكن على شفتي تلك الابتسامة الرائقة في محنة منتصف العمر وذلك لأن عقلي قر باكتشاف سر الفراولة.


Tuesday, January 23, 2024

Tuesday, January 16, 2024

ثلاث قصص في كتاب مجمع للعام الثاني

                            

         معرض الكتاب 2024


ثلاث قصص في كتاب مجمع 
هي :
معرض الكتاب 2023


ثلاث قصص في كتاب مجمع
هي:

شكرا دار الملتقى