لعنة الكرسي الرئاسي
شعبنا العزيز الكريم دائما ما تكون أحلام غالبيته بسيطة متمثلة في لقمة
العيش التي تكفي وأفراد أسرته دون الحاجة إلي مد اليد للغير، وفي سبيل هذا الهدف
البسيط الذي لا يكلف حاكم بلدنا في شئ قامت الثورة المصرية في 23 يوليو 1952 التي
أبرز الضباط الأحرار أهم مطالبها: القضاء علي الإحتكار وسيطرة رأس المال،وإقامة
عدالة اجتماعية.
إلا
أنه بعد مرور 59سنة خرج الشعب المصري في يناير 2011 من أجل نفس المطلب
"عيش... حرية...عدالة اجتماعية"، وكأنه بعد مرور كل تلك السنون لم يستطع
حكام بلدنا توفير أدني الاحتياجات الأساسية للمواطن الغلبان وهي لقمة العيش، التي
خرج المواطنون من أجل كذلك في 17و 18 يناير 1977 للمطالبة بتوفير رغيف العيش الذي
لا يجدوا لتكفية احتياجاتهم من الطعام ولو برغيف عيش.
ونحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة في
ظل كل ما نجده من تكنولوجيا وتقدم يوم بعد يوم مازال المواطن المصري الكادح يبحث
عن رغيف العيش أين هو؟ وأين نحن من فكر حكام بلدنا في أبسط الأشياء؟!.
إنني أتذكر وأنا أتابع البرامج الرئاسية للمرشحين في2011 كان هدفهم الأول
وكل ما يبدأوا به كلامهم هو المواطن، وتحسين عيشة المواطن، فأين مكانة المواطن من
حسني إلي مرسي، وكيف كان كل رئيس يبدأ مدة رئاسته بضرورة الاهتمام بالمواطن ، ثم
ما يلبث أن ينقض علي أجل المواطن.
السبب في ذلك كله يرجع إلي الأسطورة الغامضة الخيالية السحرية التي تروي
أنه منذ احتلال الهكسوس مصر في عصور قبل الميلاد ولمدة قاربت القرن سلك المصريون
عبر تلك الفترة كل الطرق من أجل إجلاء المعتدين عن بلادهم، فكانت المقاومة التي لم
تكن لها أي فائدة نتيجة حالة الاضمحلال التي كانت تمر بها البلاد آنذاك، فلم يجد
المصريون القدماء بد من استعمال نوع من أنواع السحر الذي اشتهروا به، وبالرغم من
مرور قرون طويلة علي ذلك السحر إلا أنه مفعوله مازال موجود حتي الآن، أو ربما يوجد
من قام بتطوير العمل السحر القديم ليتحول من سحر هدفه طرد الأعداء بعيدا عن الوطن،
إلي سحر يجعل من يجلس علي كرسي الحكم يتحول من شخص عادي يحس بالآلم الناس وأوجاعهم
إلي شخص يري مشاهد معاناة شعبه علي الشاشات كل يوم وكأنه فيلم الأرض ، وكل يوم
يأتي محمد أبو سويلم جديد يروي بدمه الأرض، ولا يزول آثر الحاكم علي الشعب – كما تروي
الأسطورة- إلا بالدم، فالدم يفسد العمل ويبطل مفعول السحر.
فإذا كانت معظم الناس التي انتخبت الدكتور محمد مرسي بناءا علي وعوده
والكلام الذي ظل يردده في جميع المحافل بأنه سوف يقوم بحماية حقوق المواطن يتوفير
الأمن والآمان له، فعليهم الآن أن يسرعوا في البحث عن طريقة لفك رموز العمل الذي
بالتأكيد ستجدوه في الرجل الشمال للكرسي الرئاسي.... والله أعلم.